سنين. وإنّ اليهود طلبوه، فدلّ عليه بعض الحواريّين، واسمه يودش، ويقال: يهوذا واريسي؛ ويقال: ابن العجوز. وارتشا من اليهود ثلاثين درهما. وألقى الله شبهة على الذي دلّ عليه، فأخذوه وصلبوه وقتلوه بعد أن بالغوا في تعذيبه. وصلبوا عن يمينه لصّا وعن شماله لصّا.
وزعم المؤرّخون أنّه حدث ذلك اليوم ظلمة عظيمة مزعجة، وكانت سبب تنصّل المسيح من أيديهم، وصعوده حيّا.
وزعم النّصارى (١٧١) أنّ تلك الظّلمة كانت بعد موته. وقيل: كان بعد سبع، ظهر لأمّه وقال: لم يصبني إلاّ خير. وأمرها أن تأتيه بالحواريّين، فبثّهم في الأرض ووصّاهم. ويقال: إنّ مريم عاشت بعده ستّ سنين.
وبعد عشرين سنة من رفعه سمّيت المؤمنون به نصارى. وكان أهل هذه التّسمية بأنطاكية. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة قتل بطرس وبولص تلميذاه؛ وقيل: جميع من كان في مملكة الروم من النصارى. ولم يزل الأمر كذلك إلى أن ملك قسطنطين ابن هيلاني، وذلك بعد رفع المسيح بمائتي وسبعين سنة.
وقسطنطين أوّل من فارق عبادة الأصنام وتنصّر. وكان سبب ذلك أنّه رأى في منامه كأنّ رماحا نزلت من السماء عليها صور صلبان، فجعل على رماحه مثل ذلك، وقاتل أعداء كانوا لم يزل له غالبون، فقهرهم وظفر بهم.
فندس في النّصرانيّة، وجمع ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا وأربعة بطارقة في