بالإسكندرية وادّعى الخلافة، ولقّب نفسه الإمام المصطفى لدين الله، وركب بالمظلة.
فلما بلغ الأفضل ذلك أمير الجيوش، وكان بالإسكندرية يومئذ الأفتكين واليا، وهو غلام أمير الجيوش بدر الجمالى، كان قد ولاّه الإسكندرية أيام حياته. فلما وصل إليه نزار قام معه فى الأمر ووزر له، وتلقّب ناصر الدولة، وجمع جمعا عظيما من المغاربة والعربان والجند والقبائل من العرب، ووصل إلى شابور (؟)، فخرج إليه الأفضل فى جموعه وكسره على شابور، وقتل جميع من كان معه، وبنى على رؤوسهم مسجدا وسماه مسجد النصر.
(ص ٢٥٣) وكانت هذه الوقعة فى سنة ثمان وثمانين وأربع مئة كما يأتى من ذلك. وفى هذه السنة وهى سنة سبع وثمانين دخل مؤيّد الدولة بن شرف الدولة الموصل وخطب فيها لتتش.
وفى آخرها قتل تتش الملقّب تاج الدولة بإصبهان، وتسلّم دقاق ابن تتش دمشق بعد أبيه.
وتسلّم أخوه رضوان حلب.
وفيها جاءت الزلزلة فى يوم وليلة اثنتى عشرة دفعة، لم يسمع بمثلها وأخربت البلاد، وقتلت عالم عظيم.