آجرك الله على ما جرى ... من قتل عبّاد يسوع المسيح
أتيت مصر تبتغى ملكها ... تحسب أن الزمر يا طبل ريح
فساقك الحين إلى أدهم ... ضاق به عن ناظريك الفسيح
وكلّ أصحابك أودعتهم ... بنحس تدبيرك بطن الضريح
خمسون ألفا لا ترى منهم ... إلاّ قتيلا أو أسيرا أو جريح
وفقك الله إلى مثلها ... لعل عيسى منهم يستريح
إن كان باباكم بذا راضيا ... فرب غشّ أتى من نصيح
وقل لهم إن أضمروا عودة ... لأخذ ثأر أو لقصد صحيح
دار ابن لقمان على حالها ... والقيد باق والطواشى صبيح
ولمّا رحل الفرنسيس إلى عكا دخلت العساكر إلى القاهرة فى أسرّ حال، وأنعم بال.
وكان عبور العساكر إلى القاهرة لثلاث عشر بقين من صفر. ثم خرجت الخلع للأمراء، والأموال، من شجر الدر.
وفيها استولى الملك المغيث على الكرك والشوبك. وهو الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن السلطان الملك الكامل بن العادل الكبير. وكان قد قعد واعتقل بقلعة الشوبك. فلما قتل المعظم أخرجه بدر الدين الصوابى الصالحى، وكان نائب الكرك عن السلطان الملك الصالح، والشوبك مضافة إليه، وسلمه الكرك، فقام الملك المغيث بملكها، وعاد الصوابى مدبر أمر دولته.
واستمر كذلك إلى حين أخذه السلطان الملك الظاهر البندقدارى، حسبما يذكر من ذلك.
وفيها ملك الملك الناصر دمشق، ولم يجد بها مانعا، فى يوم السبت لثمان مضين من ربيع الآخر. وأخلع على جماعة من الأمراء القيمريّة، وعلى الأمير جمال الدين بن يغمور. وقبض على جماعة من الأمراء المصريين من المماليك الصّالحية المقيمين بدمشق.
وعصى عليه بعض البلاد مثل بعلبك وسرمين وعجلون. ووصل الخبر إلى مصر