للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاش عبد الله بن عمر إلى زمن الحجّاج بن يوسف، ويقال إنّه دسّ له رجلا، فسمّ زجّ رمحه، وجعله فى طريقه، فأصاب ظهر (١٩٤) قدمه، فدخل عليه الحجّاج يعوده، فقال: من أصابك؟ قال: أنت أصبتنى، قال: لا تقل هذا رحمك الله، قال: حملت السلاح فى بلد لم يحمل فيه قبلك.

والحجّاج هو الذى صلّى على عبد الله بن عمر يوم مات، وقيل إنّ الحجّاج أخّر الصلاة يوما، فقال له ابن عمر: إنّ الشمس لا تنتظرك، فقال له الحجّاج:

لقد هممت أن أضرب الذى فيه عيناك، فقال ابن عمر: إن تفعل فإنّك مسلّط سيفه، فعزّ ذلك على الحجّاج، فدسّ له حتى أصابه، وكان يتقدّم الحجّاج فى المناسك.

وروى أنّه أسلم يوم أسلم أبوه وكان صغيرا، وشهد الخندق وما بعده، ومات سنة أربع وسبعين بمكّة، وله أربع وثمانون سنة، ومات بعد عبد الله ابن الزبير بشهرين أو ثلاثة.

وكان عبد الله يضرب ولده على اللحن ولا يضربهم على الغلط فى القرآن.

وممّا يتعلّق بذكر عبد الله بن عمر أنّ أمّ ولد لمروان كتبت إلى وكيلها بالمدينة أن اشتر لى غلاما كاتبا قارئا، عالما بالسنة، فصيح اللسان، عفيفا، فكتب إليها: قرأت كتابك، وطلبت لك غلاما على ما وصفت، فلم أجد إلاّ عبد الله ابن عمر بن الخطّاب، وقد رأى أهله ألا يبيعوه.