وكانت بيوته مملوة خيرا. والصحيح أنه كان شحيحا جدا. ويدل على ذلك قوله: أكلتم تمرى، وعصيتم أمرى، فما قيمة التمر حتى يمنّ به، وما أحسن قول بعض البلغاء ها هنا:
إذا ملك لم يكن ذا هبة، فدولته ذاهبة
وكان الحجاج يرمى فتقع الحجارة بين يدى بن الزبير وهو يصلى فلا يبرح، وتقول أصحابه: تنحّ، فيقول <من المتقارب>:
وسهّل عليك فإنّ الأمور ... بكفّ الإله مقاديرها
فليس ياتيك منهيّها ... ولا قاصر عنك مأمورها
ووقعت صاعقة على المنجنيق فأحرقته وقتلت جماعة ممن كان يرمى به، فذعر أهل الشام فقال لهم الحجاج: أنا بن تهامة، وهى بلاد كثرة الصواعق فلا يروعنّكم ما ترون، فإنّ من كان قبلكم كانوا إذا قرّبوا قربانا أتت النار إليه فأكلته فتكون النار علامة القبول. ثم دعا بمنجنيق غيره فرمى به. وكان أصحاب بن الزبير يشيرون عليه بتبيت الحجاج فيأبى ويقول إنا لا نقبل البيات ولا يصلح لنا.
(٥ - ١٤) وكان. . . لنا: ورد النص فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٦٢،٣٦٦