قلت: وفساد هذا القول ظاهر. وقد كان في جملة السّبي الذي حمله بختنصّر إلى العراق: دانيال والعزيز، عليهما السلام. وإن بختنصّر رءا رؤيا هالته، فعبّرها له دانيال.
واتّفقوا على مدّة إقامة السّبي ببابل، فكان سبعين سنة، إلى أن ملك كورش الفارسيّ، واسمه في اللغة الفارسيّة: بهمن. فأذن لهم في العودة إلى أورشليم، وفي بناء بيت المقدّس. إلاّ أنّ الملك <كان> قد زال عنهم. وكانت المدّة منذ عود بني إسرائيل إلى أورشليم وإلى أوّل التاريخ اليونانيّ-الذي أوّله ظهور الإسكندر-أمّا على رأي اليونان فمائة وسبعون سنة، وأمّا على الرأي العبريّ فمائة وخمس وثمانون سنة.
ولمّا رجع بنو إسرائيل إلى أورشليم، أقام العزيز التوراة بعد دروسها، وإنّ بختنصّر كان أحرقها، فأملاها العزيز من حفظه. وقيل: إنّه كان (١٦٧) من زعمائهم، ولم يكن نبيّا.
قال العتبيّ: كان قد أكثر من المناجاة في القدر، فمحي اسمه من ديوان الأنبياء. وكان ذلك سببا لقول اليهود فيه: إنّه ابن الله-تعالى <الله> عمّا يقول المشركون. وزعم بعض اليهود أنّ عزره وهو العزيز، وأنّه دبّر بني إسرائيل هو وثلاثة نفر معه أربعين سنة، وأنّ من ولادة داود إلى موت العزيز: خمس مائة سنة وأربع وستّون سنة.
فكان عدّة ملوك آل داود من رحبعم بن سليمان إلى صاحب شعيا- وهو صديقة-عشرون ملك. والمتّفق عليه في مدّة ملكهم أربع مائة سنة