إلى شعيا: قد أخّرت أمر صديقه خمس عشر سنة. وأمّا قول ابن اسحاق، فذكر أنّ بني إسرائيل ملّوا شعيا بعد موت صديقة، (١٦٦) فأرسل الله عليهم عدوّهم، فأفناهم وشرّدهم. قال ابن اسحاق: نشروه بالمنشار.
ولمّا عظمت أحداث بني إسرائيل وأكثروا من البدع ورغبوا عن البيت المقدّس، وصار عودهم سيحد ضران، فغزاهم بختنصّر، فتابوا إلى الله تعالى، فردّه عنهم أوّلا، ثمّ نكثوا وعادوا إلى ما كانوا عليه، وأكثروا من الأحداث. فأرسل الله إليهم أرميا، فأخبرهم بغضب الله عليهم، فضربوه وقيّدوه. فبعث الله إليهم بختنصّر، فقتل منهم وصلب وحرق وسبا الدراري وأخرب بيت المقدّس وحرثه، وأخرج أرميا إلى مصر، فأقام بها. ثمّ أمره الله تعالى بالعود إلى الشام، فسار حتّى أشرف على بيت المقدّس. فقال:
إنّا نحيي هذه المدينة بعد موتها. فأماته الله مائة عام، ثمّ بعثه بعد أن عمر بيت المقدّس.
قال ابن إسحاق: إنّ أرميا هو الخضر. وقال قتادة: الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها هو العزيز. وقال قوم: إنّ بختنصّر كان بعد قتل يحيى بن زكريّا، وأنّه وجد دمه يغلي على الأرض، فقتل عليه سبعين ألف فسكن الدم.