ومن أخبار بشّار عن هشام ابن الكلبي قال، كان أول بدء بشّار أنه عشق جارية يقال لها فاطمة سمعها تغنّي فأنشأ يقول (من الرمل):
درّة بحرّية مكنونة ... مازها التاجر من بين الدرر
وفيها يقول (من الرمل):
أيّها النوّام هبّوا ويحكم ... واسألوني اليوم ما طعم السهر
وعن العبّاس بن خالد البرمكّي قال: كان الزوّار قديما يسمّون إلى أيّام خالد بن برمك السؤّال فقال خالد: هذا والله اسم أستقبحه لطلاّب الخير خصوصا أن يكونوا من أشراف الناس والأحرار! وإني لأرفع الكريم أن يسمّي أمثال هؤلاء المؤمّلين من أبناء النعم بمثل ذلك ولعلّه خير ممن يقصد وأفضل وأكثر أدبا! ولكنّا نسميهم من الآن الزوّار! فقال بشّار يمدحه بذلك (٦٩)(من الطويل):
حذا خالد في فعله حذو برمك ... فمجد له مستطرف وأثيل
وكان ذوو الآمال يدعون قبله ... بلفظ على الإعدام فيه دليل
يسمّون بالسّؤال في كلّ موطن ... وإن كان منهم نابه وجليل
فسمّاهم الزوّار سترا عليهم ... فأستاره في المجتدين سدول
وقال بشار هذا الشعر في الساعة التي تكلّم فيها خالد بهذا الكلام في أمر الزوّار فأعطاه لكلّ بيت ألف درهم.
وعن أبي شبل عاصم بن وهب قال؛ نهق حمار ذات يوم بقرب بشّار فخطر بباله بيت فقال (من البسيط):