ما قام أير حمار فامتلا شبقا ... إلاّ تحرّك عرق في است ... ؟
ووقف وصار يقول: في است من؟ فسلّم عليه في ذلك الوقت صديق له يسمى تسنيم بن الحواري فضحك بشّار وصفّق بيديه وقال: في است تسنيم. فقال له تسنيم: ويحك ماذا؟! فأنشده البيت فقال له: عليك لعنة الله فما عندك فرق بين صديقك وعدوّك؟ أيّ شيء حملك على هذا؟ ألاّ قلت: في است حمّاد، الذي هجاك وفضحك وأعياك؟! وليست قافيتك على الميم فأعذرك! فقال: صدقت والله في هذا كلّه ولكن ما زلت أقول: في است من! ولا يخطر ببالي أحد حتّى سلّمت عليّ فرزقته! فقال تسنيم: إذا كان <هذا> جواب السلام عليك فلا سلّمك الله ولا سلّم على من يسلّم عليك. وجعل بشّار يضحك ويصفّق وتسنيم يوسعه شتما.
وقالت امرأة لبشار: ما أدري لم يهابك الناس مع قبح وجهك! فقال بشار: ليس من حسنه يهاب الأسد!
وعن دماذ قال، (٧٠) حدّثنا رجل من الأنصار قال، جاء أبو الشمقمق إلى بشّار يشكو إليه الضيقة، ويحلف له أن ليس عنده شيء! فقال له بشّار: والله ما عندي شيء يعينك، ولكن قم معي إلى عقبة بن سلم! فقام معه فذكر له أبا الشمقمق وكان معروفا شاعرا وأوسعه شكرا وثناء فأمر له بخمس مائة درهم فقال له بشّار (من مجزوء الكامل):
يا واحد العرب الذي ... أمسى وليس له نظير
لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدنيا فقير
وعن عبد الرحمن بن العبّاس بن فضل عن أبيه قال: كان الشعراء