ومن كتاب الأغانى عن الجمحىّ قال: كنت وأبو السايب المخزومىّ عند مغنية بالمدينة يقال لها الذّلفاء. فغنتنا بشعر جميل بن معمر، واللحن لابن سريج <من الطويل>:
لهنّ الوجا لم كنّ عونا على النّوى ... ولا زال منها ظالع وحسير
كأنّى سقيت السّمّ يوم تحمّلوا ... وجدّ بهم حاد وحان مسير
فقال أبو السايب: يا با دهبل، نحن والله على خطر من هذا الغناء، فنسل الله السلامة، وأن يكفينا كل محذور، فما آمن أن يهجم بى على أمر يهتكنى، وجعل يبكى حتى بلّ رداءه.
وعن عبد الرحمن بن عنبسة قال: بينما نحن بمنى (٢٥٨) نريد الغد الغدوّ إلى عرفات، إذا نحن بالأحوص بن محمد الشاعر فقال: أبيت بكم الليلة؟ فقلنا: فى الرّحب والسّعة. قال: فلما جنّه الليل لم يلبث أن غاب عنّا. ثم عاد ورأسه تقطر ماء. قلت: ما لك؟ فقال <من المتقارب>:
تعرّض سلماك لمّا حرم ... ت، ضلّ ضلالك من محرم!
(١) عبد الله بن ميمون: انظر هنا ص ٣٥٧، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ٢
(٢ - ٤،٣٩٣) الجمحىّ. . . الصوت: ورد النص فى الأغانى ١/ ٢٩٢،٢٩٤ - ٢٩٥