ثم يقول بعد التحميدة والتوطئة ويذكر بدوّ نسب المعزّ ويذكر الخلاف فيه، كلّ ذلك ملخصا. ولعلّه كان يريد بسط القول بعد ذلك فى ما أخلاه من البياض فى المسوّدة فأدركه أجله قبل ذلك رحمه الله.
قال: ولما تحقّق المعزّ وفاة كافور الإخشيدى رحمه الله واضطراب الأمور بمصر، ومكاتبات الأعيان منها إليه، جهّز جوهر، وهو غلام رومىّ الجنس، وصحبته العساكر. ثم برز بموضع يعرف برقّادة، وخرج فى أكثر من مئة ألف وبين يديه أكثر من ألف صندوق مال. ثم ركب إليه المعزّ عند وداعه. فجلس، وقام جوهر بين يديه. فالتفت المعزّ إلى المشايخ الذين وجّههم معه وقال: والله لو خرج جوهر هذا وحده (ص ٩٣) ليفتحن مصر، وليدخلنّها بالأردية من غير حرب ولينزلنّ فى خرابات ابن طولون ويبنى مدينة تسمىّ القاهرة تقهر الدنيا.
قال القاضى ابن عبد الظاهر رحمه الله: هذا ما ذكره القاضى الأكرم ابن القفطى وزير حلب رحمه الله فى أخبار الديار المصرية.