للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: تدع عبادة الأوثان وتعبد الله تعالى وتدين بدين عيسى ابن مريم.

فتنصّر النّعمان عند ذلك.

قال ابن الكلبيّ: كان عديّ يهوى هند بنت النّعمان، وكان قد رآها في خميس الفصح تتقرّب في البيعة. (٣٤٠) وإنّ النّعمان لمّا اطّلع على ذلك أزوجه بها وأمهله قليلا، ثمّ قتله. فترهّبت هند وحبست نفسها في الدّير المعروف بها، وهو دير هند، بظاهر الحيرة. فلم تزل فيه حتّى ماتت في زمن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه.

وقيل: إنّ المغيرة بن شعبة لمّا ولاّه معاوية الكوفة، وقد كان سمع بهند، فأتاها فاستأذن عليها، فأذنت له فدخل وبسطت له مسحا فجلس عليه، فقالت له: ما جاء بك أيّها الأمير؟ قال: جئتك خاطبا. فقالت: والصّليب، لو علمت أنّ فيّ بقيّة أو خصلة من شباب يرغّبك لأجبتك، ولكنّك أردت أن تقول: ملكت مملكة النّعمان ونكحت ابنته؛ بحقّ معبودك، أليس هذا <ما> أردت؟ قال: أي والله. قالت: فما سبيل إلى ذلك.

وقيل: إنّ هندا هذه كانت تهوى زرقاء اليمامة، وأنّها كانت أوّل امرأة أحبّت امرأة في العرب. وإنّ الزّرقاء كانت ترا الجيش عن <بعد> ثلاثة أيّام، فكانوا أهلها متحصّنون بقوّة نظرها، فلا يقدر عليهم عدوّ أبدا.

فغزاهم بعض أعدائهم فلمّا قربوا من مسافة نظرها، قالوا: كيف الوصول إليهم مع نظر الزرقاء؟ فاجتمع رأيهم على أن يقطع كلّ واحد من القوم