فكان من تفسيره ما بشّرت به الكهّان، من ظهور سيّد ولد عدنان. تشرّفت الأرض على السماء بتربته، وجميع الأمم تحشر تحت لواء أمته، صلّى الله عليه وعلى آله وعترته، وأصحابه أولى الشرف والجود والإحسان، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم العرض على الميزان.
قال العبد الفقير المعترف بالتقصير، واللسان القصير، أضعف عباد الله، وأفقرهم إلى الله، أبو بكر بن عبد الله بن أيبك صاحب صرخد عرف والده بالدواه دارى انتسابا لخدمة (٣) الأمير المرحوم سيف الدين بلبان الرومى الدوادار الطاهرى، تغمّدهم الله برحمته، وأسكنهم أعلى الدرجات فى جنّته، بمنّه وكرمه ورأفته: لما قدّمنا القول فى الجزء الأوّل والثانى من هذا الكتاب، المسمّى بكنز الدرر وجامع الغرر، وضمّنهما العبد من الفنون، ما يهيّم الخاطر وينزّه العيون، وأودعهما من النكت والأخبار والملح والآثار، ما يشرح الصدور، ويزهو بحسنه على الدرّ المنثور، إذا فصّل بالشذور، ونظم عقودا فى نحور الحور، وسقت فيهما الكلام، من قبل آدم عليه السلام. وذكرت فى الجزء الأوّل ابتداء المخلوقات، بخلق السماوات، والآثار العلويّات، والأرضين، ومدّة التصوير والتكوين. وأتبعت ذلك فى الجزء الثانى بخلق آدم عليه السلام، ومن كان من دونه من الأنبياء الكرام، ثم ذكرت سائر ملوك الأرض، يتلو بعضهم البعض، والسحرة والكهّان، من قبل آفة الطوفان، ثم من ملك الأرض بعد ذلك فى طولها والعرض من سائر ملوك الأمصار، فى جميع الأقطار،