وفيها حكم المنجمون بأن يأتى هواء عظيم، ويهلك منه عالم عظيم، إلا من دخل المغائر، حتى أن قليج أرسلان صنع مغائر وسروب تحت الأرض، وسقفها بالأخشاب، وجعل فيها ما يحتاج إليه. وخرج هو وعياله وأهله وباتوا تلك الليلة التى زعم المنجمون أن يكون فيها ذلك الريح، فلم يجر شئ من ذلك.
وفيها تسلم السلطان صلاح الدين شهرزور.
وفيها خرج الملك العادل سيف الدين أبو بكر عن حلب، وتسلمها الملك الظاهر ابن أخيه، وتوجه العادل إلى مصر. وفيها فتح السلطان صلاح الدين صفد فى مدة أحد عشر يوما، ودكها دكا إلى الأرض، وامتدح بهذه القصيدة التى منها يقول:
بجدك أعطاف القنا تتعطّف ... وطرف الأعادى دون مجدك تطرف
شهاب غدا فى ظلمة الشرك ثاقب ... وسيف إذا ما هزه الله مرهف
وقفت على حصن المخاض وإنه ... لموقف صدق لا يوازيه موقف
وما أشرقت أعلامك الصفر سحرة ... إلى أن عادت أعلامها السود تكسف
ولا ضربت كوسات نصرك ساعة ... إلى أن غدت أكباد أعدائك ترجف
كبا من أعاليها صليب وبيعة ... وساد بها دين حنيف ومصحف
نصحتكم يا أمة الكفر فاسمعوا ... نصيحة من قد جاء بالله يحلف
لقد قلت أنا ما لكم لا سمعتموا ... دعوا بيت يعقوب فقد جاء يوسف