وقال مجاهد: إنّما سمّيت المرأة مرأة لأنّها خلقت من المرء وهو (٣٠) آدم. وقال مقاتل بن سليمان: نام آدم نومة في الجنّة، فخلقت حوّاء من قصيراه من شقّه الأيمن، من غير أن يتألّم؛ ولو تألّم لم يعطف رجل على امرأة أبدا.
وقال ابن عبّاس: لأم الله موضع الضلع لحما، ولمّا رآها آدم قال: آثا بثا-منقوطة بثلاث من فوق-وتفسيره بالسريانيّة: امرأة. وأخرجه ابن سعد عن مجاهد. ولمّا خلقت قال له الملائكة: أتحبّها؟ قال: نعم. قالوا لها:
فتحبّيه؟ قالت: لا. وفي قلبها أضعاف ما في قلبه منها، فلو صدقت امرأة في حبّ زوجها لصدقت حوّاء.
وفي التوراة: فقال آدم: هذه عظام من عظامي، ولحم من لحمي ودم من دمي. قال كعب: ومن أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمّه ويتبع امرأته.
وقال الرّبيع ابن أنس: إنّما خلقت حوّاء من طينة آدم. واحتج بقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}، ولأنّ الرجل لم يخلق من المرأة وكذا المرأة لم تخلق من الرجل.
قلت: والأوّل أصحّ، لقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ ااحِدَةٍ} الآية، والمراد به آدم، وحوّاء خلقت من ضلعه، وما ذكره فقياس