اضطراب من واضح والعبيد على المهدى. فلما رأى ذلك جمع كل مال نفيس كان فى القصر وسلمه إلى بن رافع من أهل طليطلة، وأمره بالخروج إليها وأخذ فى التحيل فى الخروج على أثره.
فلما كان يوم الأحد يوم منى من سنة أربع ماية ركب واضح والعبيد وأهل الثغر واجتمعوا فى الربض وصاحوا: لا طاعة إلا طاعة المؤيد! ثم قصدوا القصر وأخرجوا المؤيد وأجلسوه على منبر الخلافة وألبسوه لباسها. وكان المهدى فى الحمام فدخل عليه بن وداعة وأخبره الخبر.
فقال: أنا أخرج وأدع هاشما يصدهم عما أرادوا ويصرفهم. وخرج وصعد السطح وأراد أن يجلس إلى جانب هشام المؤيد فأخذ عنبر الخادم بيده ورمى به من على المنبر إلى أن أجلسه بين يدى المؤيد. فلما رأى المهدى ذلك ولم ير المؤيد أنكر ذلك عليه [و] تيقن الشر فأكب على رجل هشام يقبلها ويتضرع. فسقطت قلنسوته عن رأسه. فأخذها المؤيد وضرب بها وجهه وقال: يا كلب، هتكت سترى، وانتهكت حرمتى، وأنهبت أموالى وأموال المسلمين، وأقمت الفتن. فأخذ عنبر بيده وأقامه وطلع به السطح الذى كان يلى المؤيد، وأراد ضرب رقبته فتعلق به فتعاورته السيوف (٣١٩) من العبيد والخدم والصقالبة، ورموا بجسده من السطح وحزّوا رأسه ونصبوها.
(١ - ٣،٤٩٥) فلما. . . يومين: رود النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٤٢٥ - ٤٢٦ باختلاف بسيط فى اللفظ والمعنى
(٤) يوم منى: فى البيان المغرب ٣/ ١٠٠ بمناسبة أخرى: «يوم منّى من ذى حجة»