وولد لهذا تتار خان بيغو ولد فسماه جكز خان وهو جكز خان تمرجى، يعنى الحداد. وسبب تسميته بالحداد، أنه كان يتردد إلى مدينة أيدرماق، وصحب بها رجلا حدادا، فتعلم منه عمل نصول السهام، فكان يأخذ منه الحديد ويعود إلى أهله فيصنع نصول السهام، ويعبر بهم إلى تلك المدينة على رأس الحول، فيبيعه ويمتار لأهله وولده ما يمونهم مما يحتاجون إليه من الحول إلى الحول.
قال: لقد نظرت إليه لما فتح أذربيجان-بلدنا-بعد هزيمة السلطان علاء الدين خوارزم شاه منه فى أقطار الأرض، حسبما يأتى من ذكر ذلك فى تاريخه، فكان من صفته أن وجهه كدور الترس، ورأسه كرأس البعير، يشعل من وجهه النار، ورأسه بين كتفيه من غير عنق، يظهر له سناط، لم يكن بوجهه إلا شعرات تستره.
ونظرت إلى زنوده شبه أكارع البعير الجيد. ورأيت حوله جماعة يقاربون صفته، لكن لم يكن فيهم من هو أهول منه منظرا. فلم أملك نفسى دون أن سقطت إلى الأرض هيبة منه. ثم منّ الله علىّ بالخلاص.
قال: وولد له أربعة وعشرون ولد، فكان أكبرهم يسمى بيشخان. وكان قد أتى فى خلقة جده تتار خان بيغو وشدته وشجاعته وقوة نفسه، فعاد يلعب بالطير المسمى طغريل. وكان للملك الكبير ألطن خان عدة أولاد. وكان ولى عهده يسمى كمش خان. وكان من عادته أنه يخرج فى كل عام إلى أرض التتار يتصيد ويتنزه، ويقيم مدة، ثم يعود. وكان جكز خان، وأولاده، وكبار بنى عمه يلقونه ويكونون فى خدمته، حتى يعود إلى مدينته، بعد ما ينعم عليهم ويعطيهم الخيول والمواشى وغير ذلك. وكانت المسافة بين مدينة أيدرماق وبين ديار التتار التى هم بها نزول أربعين يوما.