والحجرة قائمة على جنب الغدير. فأدلى الحصان وحمحم ولعب بأربعته وسحب مقوده من بنت ماجد الرّياحي، فضحكوا صبيان الحيّ منه، فاستحيت البنت عند ذلك وأطلقت رسنه من يدها، ودخلت إلى بعض المضارب من شدّة الخجل. وكانت الحجرة طالب. فوثبها الحصان. ولمّا نزل عنها أخذته الجويرية وسارت به إلى مضربهم. ولمّا رآه أبوها ونظر إلى عينيه عرف أنّه قد فقر. فاغتاض لذلك، وسأل من ابنته فأخبرته الحال، فخرج إلى وسط الحيّ ونادى بآل رياح: يال رياح! فأتوا إليه شيوخ الحلّة، فعرّفهم ذلك وقال: والله متى لم يدعوني أفعل ما أريد، دسست على الحجرة من قبلها، وتثور بيننا الحرب وسفك الدماء. فقالوا: وما الذي تريد تفعل؟ قال: أتوني بالحجرة وشدّوها بين يديّ حتى أغسل حياها.
فأتوه بالحجرة. فقام إليها وشمّر ساعديه، ثمّ غسل يديه بالماء وضمّدها بالتّراب، وأدخل يده في حيا الحجرة وجرف كلّما كان فيها، ثمّ تركها.
فما حال الحول حتّى ولدت هذا المهر، فسمّاه كريم: داحس، لأجل ما دحسه صاحب الحصان في أمه جلوة وجاء أحسن وأرتب وأجمع من أبيه عقاب.
ثمّ إنّه جاز يوم على ماجد وراء أمّه. فنهض، فأخذه، وقال: يا