للعرب! هذا مهري وابن حصاني، وأنا أحقّ به منه. وبلغ الخبر (٢٦٢) لكريم بن وهّاب، صاحب المهر. فجمع سادات العشيرة، ثمّ أتا بهم إليه.
فعنّفوه، وقالوا: قد فعلت في النّوبة الأوله بحجرته ما فعلت، وحكّمك ولم يشاققك، واليوم تريد تغصبه ما له! فقال: لا تطيلوا الخطاب، فوحقّ الإله القديم ما أعطيه إيّاه إلاّ أن تقاتلوني عليه وتأخذوه منّي غصبا. فلمّا سمع صاحبه ذلك، قال: يا ابن العمّ، لعن الله من يغصبك على ملك الأرض.
اشهدوا عليّ أنّ المهر مهره والحجرة أيضا هبة منّي إليه، حتّى لا أفرّق بينهما. ثمّ انصرف عنه وترك له المهر وأمّه. فاستحسنوا العرب منه ذلك، واستحى ماجد من كرم ابن عمّه عليه وإفضاله. فأعاد المهر والحجرة ومعهما قطعة من إبله.
ثمّ إنّ المهر خرج بدعة الزّمان، زائد الصفات، وكان يسابق سائر الخيول. وإذا أراد صاحبه يسابق أحد، يقول لخصمه: اسبقني رمي نبلة.
فيقدم عليه ثمّ يطلق عنانه فيدركه ويسبقه، حتّى شاع خبره في سائر أحياء العرب.
فلمّا بلغ قيس بن زهير، هام به وشغف. ثمّ أنفذ إلى صاحبه كريم برسول يسأله شراءه، وبدل له ما شاء من الأموال والنّياق والخيل والذهب