ولقي يوما رجلا من ثقيف يقال له: أبو وهب، وكان أهوجا وعليه حلّة جيّدة. فقال: يا ثابت، بم تغلب الناس، وأنت كما أرى ضئيلا دميما؟ قال: باسمي أنا! أقول ساعة ألقا رجلا: أنا تأبّط شرّا! فينخلع قلبه حتّى أنال منه ما أريد. فقال له الثّقفيّ: فهل لك أن تبيعني اسمك؟ قال: بماذا؟ قال: بهذه الحلّة، ولك كنيتي. قال: فعلت. فأخذ حلّته. فقال أبو وهب:
ولي اسمك؟ فقال: نعم، امضي. ثم انصرف تأبّط شرّا وقال (من الطويل):
ألا هل أتى الحسناء أنّ خليلها ... تأبّط شرّا وقد كنّيت أبا وهب
فهبه تسمّى أسماء وسمّاني اسمه ... فأين له صبري على معظم الخطب
وأين له بأس كبأسي وصورتي ... وأين له في كلّ جارحة قلبي
قال ابن الأعرابيّ أيضا: إنّما سمّي تأبّط شرّا لأنّه لقي الغول التي تزعم (٣٠٦) العرب، فقتلها وقطع رأسها ورجع إلى أهله متأبّطا بذلك، وهو قوله (من الوافر):
ألا مخبرا فتيان فهم ... بما لاقيت عند رحا بطان
بأنّي قد لقيت الغول تهوي ... بشهب كالصّحيفة صحصحان