للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي التوراة أنّ الله تعالى آلا على نفسه أن لا يعذّب أمّة بعدها بالطوفان. وكان بين هبوط آدم، عليه السلام، والطوفان ألفا سنة ومائتي سنة وستّة وخمسون سنة. ثمّ أرسل الله تعالى ريحا طيبا فنشّف بها الأرض.

ولمّا {اِسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} أمر نوحا أن يفتح باب السفينة. ثمّ أرسل الغراب لينظر فلم يعد إليه. فدعا عليه أن يكون مباعدا ورزقه الجيف. ثمّ أرسل الحمامة فرجعت إليه وقد انصبغت رجلاها بالطّين. فدعا لها أن تكون إلفا لبني آدم. وعادت رجلاها منذ ذلك اليوم مصبوغتان. ثمّ أبعدها بعد ذلك اليوم سبعة أيام، فعادت إليه وفي منقارها ورق الزّيتون أخضرا، وقيل: بل كان من عشب الأرض. وفي التوراة أنّ الأرض جفّت في سبعة وعشرين يوما من الشهر الحادي عشر.

ونزل نوحا وبنوه سام وحام ويافث ومحظبون، وهو الذي ولد له في السفينة. ولمّا استقروا على الأرض بنوا قرية وسمّوها: سوق ثمانين، فسكنوها. وقال الله عزّ وجلّ، لهم: اسكنوا واكثروا واعمروا واملوا الأرض {وَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً} فقد باركت فيكم (٥٦)