ومن مناقبه-رحمه الله-عن مجد الدين ابن الأثير كاتبه قال:«كنت مع نور الدين صاحب الموصل، وكان له سرّادار، وكانت مفاتيح القلعة مع ولد السرادار، ففتح وسرق دراهم لها صورة، فبلغ السلطان ذلك، فسير إلىّ ليلا مع الدوادار أن أكتب كتابا بأن تقطع يد ابن السرادار». قال القاضى مجد الدين بن الأثير:
«فقلت للدوادار إننى لا أكتب كتابا إلا بين يديه. فراددنى، فامتنعت واعتذرت.
فأحضرنى بين يديه وقال: لم لا كتبت بقطع يد ابن السرادار؟. فقلت: ياخوند، ولم ذلك؟. قال: لأنه سارق. فقلت: مولانا-أحسن الله إليه-عودنى أنى لا أكتب إلاّ بما يجوز فى الشرع. فقال: فكيف السارق ما تقطع يده فى الشرع؟. قلت: هذا سرق من غير حرز. قال: وكيف؟. قلت لأن المفاتيح معه. قال: فإن كان هكذا فجزاك الله عن صحبتك خيرا، منعتنا عن الإثم». ثم لم يذكره بعدها.
قال ابن واصل: وفى هذه السنة قبض السلطان كيكاوس على أخيه كيقباذ.
وكان قد ذكر استيلاء السلطان غياث الدين كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقى على بلاد الروم. ثم هلك غياث الدين، فقام بالملك بعده ولده الملك الغالب كيكاوس.
وفى هذه السنة قصده عمه طغرل شاه وحاصره، فاستنجد بالملك الأشرف، فخاف طغرل شاه، ورحل عن سيواس إلى بلاده. واستقر كيكاوس.