وخمسين نفر، وتوجّهوا إلى باب الجابية وكسروا الأقفال وفتحوا الباب وخرجوا. وأصبح الناس يوم الأحد لا يدرون ما هم فيه، ولا ماذا يفعلون
واجتمع الناس فى ذلك اليوم فى مشهد علىّ، وتشاوروا فى أمر الخروج إلى غازان. فكان ممّن اجتمع ذلك اليوم من يذكر وهم: القاضى بدر الدين ابن جماعة، والشيخ زين الدين الفارقىّ، والشيخ تقىّ الدين بن التيميّة، وقاضى القضاة نجم الدين بن صصرى، والصاحب فخر الدين بن الشيرجىّ، والقاضى عزّ الدين بن الزكىّ، والشيخ وجيه الدين بن منجى، والصدر عزّ الدين بن القلانسىّ، وأمين الدين بن شقير الحرّانىّ، والشريف زين الدين بن عدنان، والشيخ نجم الدين <بن> أبى الطيّب، وناصر الدين عبد السلام، والصاحب شهاب الدين بن الحنفىّ، والقاضى شمس الدين بن الحريرىّ، والشيخ الصالح شمس الدين قوام النابلسىّ، وجماعة كبيرة من القرّا والفقها والعدول، وأجمعوا رأيهم على الخروج إلى غازان. فلمّا كان نهار الاثنين صلّوا صلاة الظهر وتوجّهوا إلى الله عزّ وجلّ وخرجوا ليتقنوا أمر صلاح البلد
وعقيب خروجهم من البلد نادى مناد بدمشق من قبل أرجواش نايب القلعة المحروسة: بأمره ألاّ يباع شئ من عدّة الجند، فسلطانكم صاحب مصر. وأبيعت الخيل بدمشق بخمسين وستّين درهم الفرس، وبلغ الجوشن الذى قيمته مايتى درهم عشرين درهم. ولم يبق للناس سوق معروف، بل ينادون حيث شاؤا، ولا عاد فى البلد حاكم يرجع إلى حكمه، وعاد الناس يأكلون بعضهم بعضا، ومن كان فى نفسه من أحد شئ وقوى عليه أتلفه. فلمّا كان يوم الجمعة لم يفتح للبلد باب، فعند وقت الصلاة كسرت أقفال باب توما، تولّى ذلك نوّاب الولاة. ثمّ أقيمت الصلاة ولم يعيّن فى الخطبة اسم سلطان