للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد صلاة الجمعة وصل إلى ظاهر دمشق جماعة من التتار، ويقدمهم منهم شخص يسمّى إسمعيل، وقيل إنّه قرابة غازان. ونزلوا بستان الظاهر من طريق القابون، وعلى يدهم فرمان غازان بالأمان، وسيّروه إلى المدرسة البادرائيّة (٤)، وحمل وطيف به على الأعيان، وهو فى كيس جلد. واجتمع الناس ليقرأ، فلم تهيّأ ذلك اليوم له قراية بالمدرسة المذكورة. ثمّ قيل للناس:

اجتمعوا بالجامع! -فاجتمع الناس حتى امتلأ الجامع. ثمّ خرجوا ولم يقرأ.

ثمّ وصلوا تلك الأعيان المذكورون الذين كانوا توجّهوا إلى غازان بعد غيبة أربعة أيّام. وذكروا أنّهم التقوا غازان فى الليل وهو ساير بجيوشه. فنزلوا بين يديه، وقبّل بعضهم الأرض، فوقف لهم وترجّل جماعة من المغل بين يديه ووقف الترجمان وتكلّم بينهم بما مضمونه: إنّ الذى طلبتوه من الأمان قد أرسلناه إليكم قبل حضوركم ومن قبل سؤالكم. -وكان المتكلّم من الجماعة الصاحب نجم الدين الشيرجىّ. ثمّ إنّ غازان نزل المرج. وذكروا أنّه لا يدخل البلد إلاّ يوم (١٣) الجمعة، ولا يفتح إلاّ باب واحد لأجل منع من يتعبّث من التتار. ثمّ لمّا كان يوم الجمعة لم يدخل غازان البلد. وحضر الأمير إسمعيل ورفيقه الأمير محمد، ومعهم جماعة من التتار، إلى مقصورة الخطابة وصلّوا الجمعة. واجتمع تلك الأعيان المذكورون، وأخرج الفرمان، وتولّى قرايته (١٧) رجل من الواصلين مع التتار، وكان يبلّغ عنه المجاهد المؤذّن وهذه نسخته:

بقوّة الله تعالى وإقبال دولة السلطان محمود غازان

ليعلم أمرا التوامين والآلاف (٢٠) والمئين مع عموم العساكر المنصورة من المغل


(٤) البادرائية: البادرئيه
(١٣) إلا يوم: إلى يوم
(١٧) قرايته: قرآئه
(٢٠) الآلاف: والاف