للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتتار والأرمن والكرج وغيرهم ممّن داخل تحت ربقة طاعتنا: أنّ الله لمّا نوّر قلوبنا بنور الإسلام، وهدانا إلى ملّة النبىّ عليه السلام {أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (٤) ولمّا أن سمعنا أنّ حكّام مصر والشأم، خارجون عن طريق الدين، غير متمسّكين بأحكام الإسلام، ناقضون لعهودهم، حالفون بالأيمان الفاجرة، ليس لديهم وفا ولا ذمام، ولا لأمورهم التيام، ولا انتظام، وكأنّ أحدهم {إِذا تَوَلّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ} (٩) وشاع شعارهم بالحيف على الرعيّة، وأضاعوا الحقوق المرعيّة، ومدّوا أيديهم العادية إلى حريمهم وأموالهم وأولادهم وعيالهم. والتخطّى عن جادّة العدل والإنصاف، وارتكابهم الجور والإعساف، حملتنا الحميّة الدينيّة والحفيظة الإسلامية على أن توجّهنا إلى هذه البلاد، لإزالة هذا العدوان، وإماطة هذا العصيان. مستصحبين الجمّ الغفير من العساكر التى ضاق بهم الفضاء ونسلّطهم على العصاة لله من الله قضاء، ونذرنا على أنفسنا إن وفّقنا الله تعالى لفتح البلاد. أزلنا الفساد، عن العباد. ممتثلين (١٥_) للأمر الإلاهىّ {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ} (١٦) فلله علينا بذلك الامتنان، وإجابة لما ندبه إليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم (إنّ المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون فى حكمهم) (١٨) وحيث كانت طويّتنا مشتملة على هذه المقاصد الحميدة والنذور الأكيدة، منّ الله علينا بتبلّج


(٤) السورة ٣٩ الآية ٢٢
(٩) السورة ٢ الآية ٢٠٥
(١٥_) ممتثلين: ممتثلا --الإلاهى: الاهى
(١٦) السورة ١٦ الآية ٩٠
(١٨) الجامع الصغير ١:١٤٥