هارون طبرستان وأمره بقتال من وجده من العلويّة. فهربوا في البلاد. وكان الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب-عليهم السلام وعلى الصالحين من ذرّيتهم-شيخا من شيوخ الزيديّة شديد الصحبة لمحمد بن زيد، وكان قد دخل خراسان سرا يدعو إليه الناس فعلم به فجرت عليه مكاره أدّت إلى ثقل سمعه، وتهيأ له أن هرب من السجن وعاد إلى محمد بن زيد وشهد الحرب التي قتل فيها. فلمّا وقع عليه الطلب وعلى أمثاله من العلويين هرب ودخل إلى بلاد الديلم وأقام عند ملكهم جستان بن وهسودان (٢٧٩) المرزبان فأكرمه وأنزله. فأخذ يدعو الديلم إلى الإسلام فأسلم جمهورهم. وجعل ينتقل في قراهم ويدعوهم. ثم دخل إلى بلاد الجيل ودعاهم فأسلم أكثرهم ووقفت دعوته على حدّ النهر <المعروف> بإسبادرود. فاجتمع أهل دعوته عليه وعاد من بلاد الجيل في جمع. فلمّا دخل بلاد الديلم وجده الملك جستان على خلاف ما فارقه عليه لأنه فارقه على أنّه معلّم يدعو الناس لا طالبا للمملكة! فمنعه جستان من الأعشار والصدقات فوقع بينهم حرب انهزم فيها جستان وألجأه الأمر إلى مسالمة الناصر والدخول في طاعته. وأقام الناس بهوسم-وهي قاعدة مملكة الديلم-واتّفق أنّ محمد بن هارون السرخسي نائب الملك إسماعيل بن أحمد الساماني على طبرستان تخوّف منه فهرب واستأمن إلى الحسن. وتسلّم طبرستان وجرجان أبو العبّاس محمد بن علي المعروف بصعلوك الساماني؛ وكان في عسكر كثيف. واتّصل السرخسي بالناصر في عسكر جيّد فاستظهر به واجتمعا على لقاء صعلوك فاحتال عليهما صعلوك حتى افترقا بحيلة غريبة. ثم مضى السرخسي إلى