للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ان سنقر الاشقر (٢١١) كاتب علا الدين الجوينى، صاحب الديوان ببغداد والمستولى على بلاد العراق، فكاتب الجوينى بخبره الى ابغا. وسير الجوينى الجواب لسنقر الاشقر، يطيب خاطره، ويعده، ويمنيه حتى يعود جواب القان بما يعتمده.

فاستشار شرف الدين مهنا، فلامه فى دلك مع من كان معه، وقالوا له: «انت قد انقدك (٥) الله من الكفر، ومنّ عليك بالاسلام، تعود ترجع الى الكفر معتمدا لدلك، وتكون سببا لمجى (٦) الكفار الى المسلمين لاجل هوى نفسك ومصلحتك، ولا بد من الموت فكيف تلقا (٧) الله عزّ وجلّ؟ والمصلحه ان تطلع الى صهيون الدى فيه اهلك واولادك». فسمع هدا الكلام، وعاد طالبا الى صهيون. وطلع الحاج ازدمر الى قلعه شيزر، والكبكى الى قلعه بلاطنس. وشرع يسعى فى الصلح مع السلطان كما يأتى دلك.

واما ما كان من عسكر دمشق بعد هروب الامير شمس الدين سنقر الاشقر، فانهم التأموا بالمصريين. وتوجه الامير علم الدين الحلبى حتى نزل القصر الابلق بالميدان الاخضر، وعز الدين الافرم بداره التى على الميدان. ونزل كشتغدى الشمسى بالقلعه كونه كان استادارا، والايدمرى فى داره.

وثانى يوم الوقعه حضر الامير سيف الدين الجوكندار-متولى القلعه كان من جهة سنقر الاشقر-واطلق الامير حسام الدين لاجين المنصورى، والامير ركن الدين بيبرس الجالق، وتقى الدين توبه بعد ان حلّفهم انهم لا يودونه (١٧). ثم فتح باب القلعه، وأمن الناس.

ثم أن البشاير دقت، وزينت البلد. واستبشرت (١٩) الناس. ثم احتاطوا على وزير سنقر الأشقر، ابن كسيرات، وناظر الديوان جمال الدين بن صصرى. ورسموا


(٥) انقدك: أنقذك
(٦) لمحبى: لمجئ
(٧) تلقا: تلقى
(١٧) يودونه: يؤذونه
(١٩) واستبشرت: واستبشر