للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكان، فاجتمعوا إليه. وكان على ذلك المكان إلى حين ولاية لذريق أربعة وعشرون قفلا. فسألوه ألاّ يفعل، ولا يفتح ذلك المكان، وأن يجعل عليه قفلا، كعادة من تقدّمه من الملوك، وبذلوا له على ذلك أموالا جمّة، فأبا إلاّ فتحها. فلمّا علموا بصحة تشدّده في ذلك تشاءموا به، وغلب على أمرهم، ففتح تلك الأقفال بأسرها، فوجد في ذلك البيت تابوت من حديد، فيه صور العرب، عليهم العمائم الحمر على خيل شهب. ووجد مكتوب فيه: إذا فتح هذا المكان، ملكت هؤلاء القوم هذه البلاد. ففتحت الأندلس تلك السنة، فتحها طارق بن زياد، مولى موسى بن نصير، في سنة اثنتين وتسعين، أيّام الوليد (٦٨) بن عبد الملك بن مروان، وقتل لذريق ملكهم، وسبا ونهب وغنم من الأموال ما <لا> يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ.

ووجد في ذلك البيت الذي كان فيه صور العرب مائدة ذهب، عليها أطواق من جوهر مفصّلة، أجمعوا أنّها كانت مائدة سليمان بن داود، عليه السلام، والمرآة العجيبة التي تنظر منها الأقاليم السبعة، وهي مدبّرة من عدّة أخلاط. وآنية سليمان بن داود، عليه السلام، من ذهب مرصّع بأنواع الجواهر واليواقيت. ووجدوا الزّبور منسوخا بخطّ يونانيّ جليل، بين ورقات من ذهب مفصّل بالجواهر. ووجد فيه اثنين وعشرين مصحفا