وفيها توفى زين الدين يوسف بن زين الدين على كوجك صاحب إربل، فى الثامن والعشرين من شهر رمضان. وسير أخوه مظفر الدين يسأل السلطان أن يكون عوضا عن أخيه فى الخدمة، وأنه ينزل عن حران والرها وسميساط والموزر، وخدم بخمسين ألف دينار نقدا، فأجيب إلى ذلك، وأضيفت هذه البلاد-التى استرجعت-إلى الملك المظفر تقى الدين عمر صاحب حماه. وكتب لمظفر الدين بما سأل، وكتب إلى صاحب الموصل كتاب الوصية بمظفر الدين. واستقرت بيد الملك [المظفر] تقى الدين من البلاد ما نزل عنها مظفر الدين، مع ما بيده من ميافارقين.
هذا ببلاد الشرق. وأما [ما كان بيد الملك المظفر فى] بلاد الشام، فحماه والمعرة وسلمية ومنبج وقلعة نجم وجبلة واللاذقية وبلا طنس وغيرها.
وفى هذه السنة ولد الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين. ووصل إلى السلطان كتاب فاضلى بالبشارة ضمنه:«يقبل الأرض بين يدى مولانا الملك الناصر، دام رشاده وإرشاده، وزاد سعده وإسعاده، وكثرت أولياؤه وعبيده وأعداده، واشتد بأعضاده فيهم إعتضاده، وأنمى الله عدده حتى يقال هذا آدم الملوك وهذه أولاده. وينهى أن الله-وله الحمد-رزق الملك العزيز عز نصره ولدا، ذكرا، برّا، مباركا، زكيا، سويا، تقيا، نقيا، ذرية كريمة بعضها من بعض، من بيت شريف كادت ولاته تكون ولاة فى السماء، ومماليكه تكون ملوكا فى الأرض.
وكان مقدمه الميمون ليلة الأحد، وهى من الجمعة أولى العدد، وبه وبآله يعز الله أهل الجمعة، ويذل أهل الأحد».