للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أغلق بابه دوني فمنع معروف) فيه حث على مواساة الجار ومراعاة حقه (خد) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره (كم من عاقل عقل عن الله أمره) ففعل المأمورات واجتنب المنهيات (وهو حقير عند الناس ذميم المنظر ينجو غدا) أي يوم القيامة (وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عظيم الشأن ها لك غدا في القيامة) لإعراضه عن أمور ربه من فعل المأمورات واجتناب المنهيات (هب) عن ابن عمرو وهو حديث ضعيف (كم ممن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد) لكونه لم يخلص (وكم ممن قد مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد) سببه أنه عليه الصلاة والسلام قال من تعدون الشهيد فيكم قالوا من أصابه السلاح فذكره (حل) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح (كم من حوراء عيناً) واسعة العين (ما كان مهرها الأقبضة من حنطة أو مثلها من تمر) أي ما كان مهرها إلا التصدّق بذلك (عق) عن ابن عمر بإسناد ضعيف (كم من مستقبل يوما لا يستكمله) بل يموت فيه) ومنتظر غدا لا يبلغه) فاحذروا طول الأمل (فر) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن لغيره (كمل) بتثليث الميم (من الرحال كثير ولم يكمل من النساء إلا أسية) بنت مزاحم (امرأة فرعون ومريم بنت عمران وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) لا تصريح فيه بأفضلية عائشة على غيرها لأن فضل الثريد على غيره إنما هو لسهولة مساغه وتيسير تناوله وكان أجل أطعمتهم يومئذ وهذا لا يستلزم الأفضلية من كل جهة فقد يكون مفضولاً بالنسبة لغيره من جهات أخرى (حم ق ت هـ) عن أبي موسى الأشعري (كن في الدنيا كأنك غريب أو) بل (عابر سبيل) شبه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يأويه ثم ترقى وأضر بعنه إلى عابر السبيل لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل وهذا الحديث أصل في الحث على الفراغ عن الدنيا والزهد فيها والاحتقار لها والقانعة فيها بالبلغة وقال النووي معنى الحديث لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه وقال غيره عابر السبيل هو المار على الطريق طالبت وطنه فالإنسان كعبد أرسله سيده في حاجة فحقه أن يبادر لقضائها ثم يعود إلى وطنه قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن عبد الله بن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك أي اعمل ما تلقى بعد موتك وبادر أيام صحتك بالعمل الصالح فإن المرض قد يطر أفيمنع من العمل فيخشى على من فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد ولا يعارض ذلك الحديث الماضي إذا مرض أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما لأنه ورد في حق من يعمل والتحذير الذي في حديث ابن عمر في حق

<<  <  ج: ص:  >  >>