للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) عطف تفسير أو عطف عام على خاص (هـ) عن فضالة بن عبيد وإسناده حسن

(المؤمن يموت بعرق الجبين) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي اختلف في معنى هذا الحديث فقيل أن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت وعليه يدل حديث ابن مسعود وقال ابن عبد الله القرطبي وفي حديث ابن مسعود موت المؤمن بعرق الجبين يبقي عليه البقية من الذنوب فيجازى بها عند الموت أي يشدد عليه ليمحص عنه ذنوبه هكذا ذكره في التذكرة ولم ينسبه إلى من خرجه من أهل الحديث وقيل أن عرق الجبين يكون من الحياء وذلك أن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فعرق لذلك جبينه قال القرطبي في التذكرة قال بعض العلماء أنما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته لأن ما سفل منه قد مات وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علا والحياء في العينين فذلك وقت الحياء والكافر في عمى عن هذا كله والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به وإنما العرق الذي يظهر لمن حلت به الرحمة فإنه لس من ولي ولا صديق ولا بر إلا وهو مستحى من ربه مع البشرى والتحف والكرامات قال العراقي يحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن وإن لم يعقل معناه (حم ت ن ك) عن بريدة وهو حديث صحيح

(المؤمن يألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (حم) عن سهل بن سعد

(المؤمن يألف ويؤلف) لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس) قال المناوي لأنهم كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله قال السهر وردى وليس من اختار العزلة والوحدة يذهب عنه هذا الوصف فلا يكون ألفا وألوفا وإنما أشار المصطفى إلى الخلق الجبلي وذلك يكمل في كل من كان أتم معرفة ويقينا وأوزن عقلًا وأتم استعدادًا وكان أوفر الناس الأنبياء والأولياء وقد ظن قوم أن العزلة تسلب هذا الوصف فتركوها طلبا لهذه الفضيلة وهو خطأ بل العزلة فيه أتم وأعم لترتقي الهمم عن ميل الطباع إلى تألف الأرواح فإذا وفوا التصغية حقها استمالت الأرواح إلى جنسها الأصلي بالتألف الأول فلذلك كانت العزلة من أهم الأمور عند من يألف ويؤلف (قط) في الإفراد والضياء عن جابر بن عبد الله

(المؤمن يغار) عند رؤية من يخالف الشرع (والله أشد غيرًا) بفتح الغين وسكون المثناة التحتية وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخواصه وعموم المؤمنين (م) عن أبي هريرة

(المؤمن غر) قال الشيخ بكسر المعجمة وتشديد الراء أي يغيره كل أحد ويغيره كل شيء ولا يعرف الشر وليس بذي مكر فهو ينخدع لسلامة صدره وحسن ظنه (كريم) أي شريف الأخلاق (والفاجر) أي الفاسق (خب) بفتح المعجمة وقد تكسر أي يسعى بين

<<  <  ج: ص:  >  >>