للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إجابتهما لما فيه من المباهاة والرياء (هب) عن أبي هريرة

(المتحابون في الله) يكونون يوم القيامة (على كراسي من ياقوت حول العرش) لأنهم لما أخلصوا محبتهم لله استوجبوا هذا الإعظام وجوزوا بهذا الإكرام (طب) عن أبي أيوب وإسناده حسن

(المتشبع بما لم يعط) بالبناء للمجهول (كلابسي ثوبي زور) قال العلقمي وسببه كما في البخاري عن أسماء أن امرأة قالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع فذكره قال في الفتح المتشبع أي المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة فتدعى من الخطوة عند زوجها أكثر مما عنده تريد بذلك غيظ ضرتها وكذلك هذا في الرجال قال وأما قوله كلابس ثوبي زور فإن الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد يوهم أنه منهم ويظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه قال وفيه وجه آخر وهو أن يكون المراد بالثياب الأنفس كقولهم فلان نقي الثوب إذا كان بريئًا من الدنس وفلان دنس الثوب إذا كان مغموضًا عليه في دينه وقال الخطابي الثوب مثل ومعناه أنه صاحب زور وكذب كما يقال لمن وصف بالبراءة من الأدناس طاهر الثوب والمراد به نفس الرجل وقال أبو سعيد الضرير المراد به أن شاهد الزور قد يستعير ثوبين يتجمل بهما ليوهم أنه مقبول الشهادة اهـ وهذا نقل الخطابي عن نعيم بن حماد قال كان يكون في الحي الرجل له هيئة وشارة فإن احتاج إلى شهادة زور يلبس ثوبيه وأقبل فشهد فيقبل لهيئته وحسن ثوبيه فيقال أمضاها بثوبيه يعني الشهادة فأضيف الزور إليهما فقيل كلابس ثوبي زور وأما حكمة التثنية في قوله ثوبي زور فللإشارة إلى أن كذب المتحلي مثنى لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يغط وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه وقال الداودي في التثنية إشارة إلى أنه كالذي قال الزور مرتين مبالغة في التحذير من ذلك وقيل إن بعضهم كان يجعل في الكم كمًا آخر يوهم أن الثوب ثوبان بأن قاله ابن المنير قلت ونحو ذلك مما في زماننا هذا ما يعمل في الأطواق والمعنى الأول أليق وقال ابن التين هو أن يلبس ثوبي وديعة أو عارية يظن الناس أنهما له ولباسهما لا يدوم ويفتضح بكذبه وأراد بذلك فيصير كالسحر الذي يفرق بين المرء وزوجه وقال الزمخشري في الفائق المتشبع أي المتشبه بالشعبان وليس به فاستعير للتحلي بفضيلة لم يرزقها وشبه بلابس ثوبي زور أي ذي زور وهو الذي يتزيا بذي أهل الصلاح رياء وأضاف الثوبين إليه كأنهما كالملبوسين وأراد بالتشبيه أن المتحلي بمن ليس فيه كمن لبس ثوبي الزور أرتدأ بأحدهما وأتزر بالآخر كما قيل إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرًا فالإشارة بالإزار والرداء إلى أنه متصف بالزور من رأسه إلى قدمه ويحتمل أن تكون التثنية إشارة إلى أنه حصل له بالتشبع حالتان

<<  <  ج: ص:  >  >>