للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطير في الضوء وتوقع نفسها في النار أي أخاف عليكم إن ارتكبتم ما حرم الله عليكم أن تسقطوا في النار كما يسقط الفراش والذباب فيها فالإمساك كناية عن الأمر والنهي (حم طب) عن ابن مسعود

(إن الله تعالى لم يكتب على الليل صياما) يحتمل أن الياء من على مشددة وإن صياما تمييز محول عن المفعول وأصله لمي تكتب على صيام الليل وإن كانت الرواية بعدم تشديد الياء فعلى بمعنى في (فمن صام تعني ولا أجر له) أي أوقع نفسه في المشقة والعناء مع عدم الأجر (ابن قانع والشيرازي في الألقاب عن أبى سعد الخير الأنمارى) واسمه عامر بن سعد

(إن الله تعالى لما خلق الدنيا أعرض عنها) أي لما خلقها نظر إليها ثم أعرض عنها فلا ينافيه ما بعده (فلم ينظر إليها) أي نظر رضى وإلا فهو ينظر إليها نظر تدبير (من هوانها عليه أي حقارتها لأنها قاطعة عن الوصول إليه وعدوة وليائه (ابن عساكر) في تاريخه (عن علي بن الحسين مرسلا

• (إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها) بغضا لا وصافها الذميمة وأفعالها القبيحة (ثم قال وعزتي وجلالي لا أنزلتك) بفتح الهمزة وسكون اللام وضم المثناة الفوقية أي لا أنزل حبك والانهماك عليك (إلا في شرار خلقي) ووجدت في نسخة مضبوطا بالقلم لا نزلتك بضم الهمزة وكسر الزاى وفتح اللام وشدة النون (ابن عساكر عن أبى هريرة

• (إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب) أي أثبت في علمه الأزلي (بيده على نفسه أن رحمتي تغلب غضبي) المراد بالغلبة سعة الرحمة وشمولها للخلق كما يقال غلب على فلان الكرم أي هو أكثر خصاله وإلا فرحمة الله وغضبه صفتان راجعتان إلى إرادة عقوبة العاصي وإثابة المطيع وصفاته تعالى لا توصف بغلبة إحداهما الأخرى وإنما هو على سبيل المجاز للمبالغة وقال الطيبى الحديث على وزان قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة أي أوجب وعدا أن يرحمهم قطعا بخلاف ما يترتب على مقتضى الغضب من العقاب فإن الله تعالى عفو كريم يتجاوز عنه بفضله وأنشد

وإني وإن أوعدته أو وعدته

• لمحلف ابعادى ومنجز موعدي

(ت هـ) عن أبى هريرة

(إن الله تعالى ليؤيد) أي يقوى وينصر (الإسلام برجال ما هم لمن أهله) قال المناوى أي من أهل الدين لكونهم كفارا أو منافقين أو فجارا على نظام دبره وقانون أحكمه في الأزل يكون سببا لكف القوى عن الضعيف (طب) عن ابن عمرو بن العاص وهو حديث ضعيف

(إن الله تعالى ليؤيد الدين بالرجل الفاجر) قال المناوى قاله لما رأى في غزوة خيبر رجلا يدعى الإسلام يقاتل قتالا شديدا فقال هذا من أهل النار فخرج فقتل نفسه لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيدخل في ذلك العالم الفاسق والإمام الجائر (طب) عن عمرو بن النعمان بن مقرن والحديث في الصحيحين

(إن الله تعلى ليبتلى المؤمن) أي يختبره ويمتحنه أي عامله معاملة المختبر (وما يبتليه إلا لكرامته عليه) قال المناوى لأن للابتلاء فوائد وحكما منها

<<  <  ج: ص:  >  >>