للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما لا يظهر إلا في الآخرة ومنها ما ظهر بالاستقراء كالنظر إلى قهر الربوبية والرجوع إلى ذل العبودية وإنه ليس لأحد مفر من القضاء ولا محيد عن القدر قال بعض العلماء وابتلاء المؤمن لا يعطي مقاما ولا يرقى أحدا وإنما ذلك بالصبر والرضاء (الحاكم في الكنى) بضم الكاف (عن أبى فاطمة الضمرى

• (إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير) وتقدم إذا أحب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه لأنه حينئذ يترك الشواغل الدنيوية ويقبل على ربه بإكثار الدعاء والطلب من فيض رحمته (وإن الله ليحمى عبده المؤمن من الدنيا) أي ما زاد على قدر كغايته (كما يحمى المريض أهله الطعام) أي الطعام المضر لئلا يزيد مرضه بتناوله (هب) وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان قال المناوى وفيه اليمان بن المغيرة وضعفوه

(إن الله تعالى ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه) أي والحال أنه يحبه أي يريد له الخير (كما تحبون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه) فإذا كان العبد كلما طلب أمرا من أمور الدنيا عسر عليه وإذا طلب أمرا من أمور الآخرة يسر له فذلك علامة على أن الله تعالى أراد له الخير (حم) عن محمود بن لبيد (ك) عن أبى سعيد الخدرى

(إن الله تعالى ليرفع) قال المناوى لفظ رواية الطبراني بالدال لا بالراء وأكد باللام لبعد ما ذكر على الإفهام وكذا يقال فيما قبله وبعده (بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء) تمامه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض فيدفع بالذاكر منهم عن الغافلين وبالمصلى عن غير المصلين والصائم عن غير الصائمين ويظهر أن المائة للتكثير لا للتحديد (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وضعفه المنذرى وغيره

(إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة) بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وقيل بالضم وهي اللقمة (أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها) عطف على يأكل أي يرضى عنه لأجل أكله أو شربه الحاصل عقبه الحمد قال المناوى عبر بالمرة أشعارا بأن الأكل والشرب يستحق الحمد عليه وإن قل وهذا تنويه عظيم بمقام الشكر اهـ وفيه استحباب حمد الله تعالى عقب الأكل والشرب ولو اقتصر على الحمد لله حصل أصل السنة والأكمل أن يقال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغ وجعل له مخرجا الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت فلك الحمد على ما أعطيت الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا الحمد لله الذي كفانا ولو أنا الحمد لله الذي أنعم علينا وأفضل نسألك برحمتك أن يجبرنا من النار الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسى من العرى وهدى من الضلالة وبصر من العماية وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا وإذا شرب الماء قال في آخر شربه الحمد لله

<<  <  ج: ص:  >  >>