النطفة في الرحم التماسا لا تمام الخلقة (أي رب) بسكون الياء في المواضع الثلاثة أي يا رب (نطفة) أي منى (أي رب علقة) أي قطعة من دم جامدة (أي رب مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ قال المناوى وفائدته أن يستفهم هل يتكون فيها أم لا فيقول نطفة عند كونها نطفة ويقول علقة عند كونها علقة ويقول مضغة عند كونها مضغة فبين القولين أربعون يوما وليس المراد أنه يقوله في وقت واحد اهـ ونطفة وعلقة ومضغة يجوز رفع كل منهما على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذه ونصبه بتقدير فعل أي جعلت أو صيرت أو خلقت قال المظهري إن الله تعالى يحول الإنسان في بطن أمه حالة بعد حالة مع أنه تعالى قادر أن يخلقه في لمحة وذلك أن في التحويل فوائد وعبرا منها أنه لو خلقه دفعة واحدة لشق على الأم لأنها لم تكن معتادة لذلك فجعل أولاً نطفة لتعتاد بها مدة ثم علقة وهلم جرا إلى الولادة ومنها إظهار قدرة الله تعالى ونعمته ليعبدوه ويشكروا له حيث قلب كلا منهم من تلك الأطوار إلى كونه إنسانا حسن الصورة متحليا بالعقل والشهامة متز ينابا لفهم والفطانة ومنها إرشاد الإنسان وتنبيهه على كمال قدرته على الحشر والنشر لأن من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين ثم من علقة ومضغة يقدر على صيرورته ترابا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر وحسابه والجزاء (فإذا أراد الله أن يقضى خلقه) أي يأذن في إتمام خلقه (قال أي رب شقى أو سعيد) أي قال الملك يا رب هل اكتبه من الأشقياء أم من السعداء فيبين له (ذكر أو أنثى) مبتدأ خبره محذوف أي أذكر في علمك أو عندك أو أنثى وروى بالنصب أي أتريد أو تخلق فيبين له (فما الرزق) يعني أي شيء قدرته فاكتبه (فما الأجل) يعني مدة قدرة أجله فاكتبها (فيكتب) بالبناء للمفعول (كذلك في بطن أمه) أي يكتبه الملك كما بين الله له قبل بروزه إلى هذا العالم قال العلقمى وأما صفة الكتابة فظاهر الحديث أنها الكتابة المعهودة في صحيفة ووقع ذلك صريحا في رواية لمسلم في حديث حذيفة ثم يطوى الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص وفي حديث أبى ذر فيقضى الله ما هو قاض ويكتب ما هو لاق بين عينيه ونحوه من حديث ابن عمر في صحيح ابن حبان وزاد حتى النكبة ينكبها اهـ قلت ولا مانع من كتابة ذلك في الصحيفة وبين عينيه إذ ليس في رواية منها نفى الأخرى (حمهق) عن أنس بن مالك
• (إن الله تعالى وهب لأمتي) أي أمة الإجابة (ليلة القدر) أي خصهم بها (ولم يعطها من كان قبلهم) أي من الأمم المتقدمة فيه دليل صريح على أنها من خصائص هذه الأمة (فر) عن أنس وهو حديث ضعيف
• (إن الله تعالى وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف) أي يرحمهم ويأمر الملائكة بالاستغفار لهم (ومن سد فرجة رفعة الله بها درجة) أي في الجنة والفرجة هي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف فيستحب أن تسد الفرج في الصفوف لينال هذا لثواب العظيم ويستحب الاعتدال في الصفوف فإذا وقفوا في صف فلا يتقدم بعضهم بصدره