للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأدخله على الله) وذلك أن سوء الخلق حجاب على القلب يظلمه وحسن الخلق يجلوه ويوصل إلى الله تعالى بكثرة الطاعات والكف عن الشهوات (ورأيت رجلاً من أمتي جاءته زبانية العذاب) أي الملائكة الذين يدفعون الناس في جهنم للعذاب (فجاء أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك) أي استخلصه منهم (ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار) أي سقط من أعلى جهنم إلى أسفلها (فجاءته دموعه التي بكى بها في الدنيا من خشية الله) أي من خوف عذابه (فأخرجته من النار (ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله أي سقطت صحيفة أعماله في يده اليسرى (فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته) من شماله (فجعلها في يمينه) ليكون ممن أوتي كتابه بيمينه (ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءه إفراطه) بفتح الهمزة أولاده الصغار الذين ماتوا في حياته جمع فرط بفتحتين قال العلقمي قال في الدر الفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلا اهـ والمراد هنا من تقدمه من أولاده (فثقلوا ميزانه) أي رجحوها (ورأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم) أي على حرفها وشاطئها (فجاءه وجله من الله تعالى) أي خوفه منه (فاستنقذه من ذلك) أي خلصه (ورأيت رجلاً من أمتي يرعد كما ترعد السعفة) بفتح السين والعين المهملتين واحدة السعف وهي أغصان النخل أي يضطرب كما تضطرب (فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته) بكسر الراء (ورأيت رجلاً من أمتي يرجف على الصراط) أي يجر استه على الصراط لا يستطيع المشي عليه (مرة ويحبو مرة) وفي رواية أحياناً أي يمشي على يديه ورجليه (فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز) أي جاوز قطع الصراط ومضى إلى الجنة (ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه) ومنع من دخولها (فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله) أي وأن محمداً رسول الله فاكتفى بأحد الشقين عن الآخر لكونه معروفاً بينهم (فأخذت بيده فأدخلته الجنة) قال القرطبي هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالاً خاصة منجية من أهوال خاصة لكنه فيمن أخلص لله في عمله (الحكيم) الترمذي (طب) عن عبد الرحمن بن سمرة بفتح المهملة وضم الميم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن ي مسجد المدينة فذكره وإسناده ضعيف

(أن) بكسر الهمزة شرطية (اتخذ منبراً) سبكون النون لا خطب عليه (فقد اتخذه أبي إبراهيم) الخليل وقد أمرت باتباعه (وأن اتخذ العصا) لأتوكأ عليها واغرزها أمامي في الصلاة (فقد اتخذها أبي إبراهيم) فلا لوم على في اتخاذها فيستحب اتخاذ العصا لاسيما في السفر والتوكأ عليها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عصا يتوكأ عليها وفي حديث أن التوكأ على العصا من أخلاق الأنبياء البزار (طب) عن معاذ بن جبل بإسناد ضعيف

(أن اتخذت) بفتح التاء (شعرا) أي تركت شعر رأسك بلا إزالة (فأكرمه) بغسله ودهنه وتسريحه قال المناوي وذا قاله لأبي قتادة

<<  <  ج: ص:  >  >>