للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنكر وإن كان في ذلك مرارة أي مشقة عليك إذا آمنت (لا تخف في الله لومة لائم) على ذلك (ليحجزك عن الناس) أي ليمنعك عن التكلم في أعراض الناس والوقيعة فيهم (ما تعلم من نفسك) من العيوب فقل ما تخلو من عيب فاشتغل بعيب نفسك (ولا تجد) أي لا تغضب (عليهم فيما يأتي) يحتمل أن المعنى بسبب ما تفعل أو تقول مما يذم شرعاً (وكفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال) الولى (أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه) من العيوب يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه (و) الثانية (أن يستحيي لهم مما هو فيه) أي يستحيي منهم أن يذكروه بما فيه من النقائص مع إصراره عليها (و) الثالثة (يؤذي جليسه) بقول أو فعل (يا أبا ذر لا عقل كالتدبير) قال المناوي في المعيشة وغيرها اهـ ويحتمل أن يكون المراد النظر في عواقب الأمور (ولا ورع كالكف) أي عن تناول ما يضطرب القلب في تحليله وتحريمه (ولا حسب) أي لا شيء يفتخر به (كحسن الخلق فانظر) أيها الواقف على هذه الوصية ما أبلغها وما أجمعها فعليك بقبولها والعمل بها (عبد بن حميد) في تفسيره (طب) عن أبي ذر قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن) أي لا تتركهن (أبداً ما بقيت) أي مدة بقائك في الدنيا فإنهن مندوبات ندباً مؤكداً (عليك بالغسل يوم الجمعة) أي ألزمه ودم عليه ولا تهمله إن أردت حضورها وإن لم تلزمك ووقته من الفجر والأفضل تقريبه من الرواح إليها ولا يبطل بحصول جنابة بعدها وإذا عجز عن الماء تيمم بدلاً عنه (والبكور إليها) من طلوع الفجر إن لم تكن معذوراً ولا خطيباً (ولا تلغ) أي لا تتكلم حال الخطبة وهو على حاضرها مكروه عند الشافعي وحرام عند الثلاثة (ولا تله) أي لا تشتغل ع استماعها بحديث ولا غيره وهو مكروه عند الشافعي حرام عند غيره (وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر) والأولى كونها الثالث عشر وتالييه (فإنه) أي صيامها (صيام الدهر) أي يعدل صيامه لأن الحسنة بعشر أمثالها فكل يوم بعشرة أيام (وأوصيك بالوتر) أي بصلاته ويدخل وقته بصلاة العشاء ويخرج بطلوع الفجر (قبل النوم) أي أن لم تثق باستيقاظك قبل الفجر فالأفضل التأخير (وأوصيك بركعتي الفجر) أي بصلاتهما (لا تدعنها) أي لا تترك المحافظة عليهما (وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب) أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم فهما أفضل الرواتب بعد الوتر (ع) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(أوصيكم بأصحابي) الخطاب لولاة الأمور (ثم الذين يلونهم) أي التابعين (ثم يفشوا الكذب) أي يظهر وينتشر بين الناس وتحصل البدع (حتى يحلف الرجل ولا يستحلف) أي لا يطلب منه الحلف لرجآته على الله (ويشهد الشاهد ولا يستشهد) أي قبل أن يطلب منه أداء الشهادة ومحل ذم ذلك في غير شهادة الحسبة أما فيها فليس بمذموم لدليل آخر (إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (لا يخلون رجل بامرأة) أجنبية (إلا كان ثالثهما الشيطان) بالوسوسة وتهييج الشهوة

<<  <  ج: ص:  >  >>