فإن ذلك في حق من مات مرتداً بل يحمل الحبوط على نقصان عمله من يومه لا سيما في الوقت الذي يقرب من أن ترفع فيه أعمال العباد إلى الله تعالى (حم هـ حب) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي
• (بلغوا عني) أي انفلوا عني ما أمكنكم ليتصل بالأمة نقل ما جئت به (ولو) كان المبلغ (آية) واحدة من القرآن وجعلها غاية ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي وإن قل قال المناوي ولم يقل ولو حديثاً لأن حاجة القرآن إلى التبليغ أشد اهـ قال البيضاوي قال ولو آية ولم يقل ولو حديثاً لأن الأمر بالتبليغ للحديث يفهم من هذا بطريق الأولى به فإن الآيات مع انتشارها وكثرة حملته تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها وصونها عن الضياع والتحريف فإذا كانت واجبة التبليغ فالحديث الذي لا شيء فيه مما ذكر أولى (وحدثوا عن بني إسرائيل) بما بلغكم عنهم مما وقع لهم من الأعاجيب (ولا حرج) قال المناوي لا ضيق عليكم في التحديث إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحديث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها اهـ وقال العلقمي أي لا ضيق عليكم في التحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك وكان النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمنهم من الاعتبار وقيل لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم لأن قوله أولا حدثوا صيغة أمر تقتضي الوجوب فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله ولا حرج أي في ترك التحديث عنهم وقيل المراد لا حرج عن حاكي حديثهم لما في إخبارهم من الألفاظ المستبشعة نحو قولهم اذهب أنت وربك فقاتلا وقولهم اجعل لنا إلها وقيل المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب والمراد حدثوا عنهم بقصتهم مع أخيهم يوسف وهذا أبعد الأوجه (ومن كذب عليّ متعمداً) قال المناوي يعني لم يبلغ حق التبليغ ولم يحتط في الأداء ولم يراع صحة الإسناد (فليتبوأ) بسكون اللام (مقعده من النار) أي فليدخل في زمرة الكاذبين نار جهنم والأمر بالتبوء تهكم (حم ت خ) عن ابن عمر بن الخطاب
• (بلوا أرحامكم ولو بالسلام) قال العلقمي قال في الدر كأصله أي ندوها بصلتها وهم يطلقون النداوة على الصلة كما يطلقون اليبس على القطيعة لأنهم لما رأوا بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة ويحصل منها التجافي والتفرق باليبس استعاروا البلل للوصل واليبس للقطيعة (البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس بن مالك (وسويد بن عمرو) الأنصاري وطرقه كلها ضعيفة لكنها تفوّت
• (بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) أي كشيء واحد في الكفر والإسلام ولم يخالف بنو المطلب بني هاشم في شيء أصلاً فلذلك شاركوهم في خمس الخمس دون بني عبد شمس ونوفل أخوى هاشم والمطلب وسببه