بعدي منكم (ويسمع) بالبناء للمفعول (ممن يسمع) بالبناء للفاعل أي وليسمع الغير من الذي يسمع (منكم) حديثي وكذا من بعدهم ليسمع منهم وهلم جرا وبذلك يظهر العلم وينتشر ويحصل التبليغ وهو الميثاق المأخوذ على العلماء ومن هذا المعنى ليبلغ الشاهد منكم الغائب (حم دك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح
• (تسموا باسمي محمد) وأحمد ومحمد أفضل (ولا تكنوا) بفتح المثناة الفوقية والكاف وتشديد النون وحذف إحدى التاءين أو بسكون الكاف وضم النون (بكنيتي) أبي القاسم إعظاماً لحرمتي قال المناوي فيحرم التكني به لمن اسمه محمد وغيره في زمنه وبعده على الأصح عند الشافعية (حم ق ت هـ) عن أنس بن مالك (حم ق هـ) عن جابر
• (تسموا بأسماء الأنبياء) قال المناوي لفظه أمر ومعناه الإباحة لأنهم أشرف الناس وأسماؤهم أشرف الأسماء فالتسمي بها شرف للمسمى (وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن) لما فيهما من الاعتراف بأنه تعالى مالك الخلق وراحمهم (وأصدقها حارث وهمام) إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما (وأقبحها حرب ومرة) لما في حرب من البشاعة وفي مرة من المرارة وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن (خددن) عن أبي وهب الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة وآخره ميم نسبة إلى قبيلة جشم من الخزرج من الأنصار
• (يسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم) استفهام إنكاري أنكر اللعن إجلالاً لاسمه صلى الله عليه وسلم البزار (ع ك) عن أنس
• (تصافحوا) المصافحة الأخذ باليد كما في الصحاح (يذهب الغل) بكسر الغين المعجمة أي الحقد (عن قلوبكم) فالمصافحة سنة مؤكدة (عد) عن ابن عمر
• (تصدقوا فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل) يعني الإنسان (بصدقته فيقول الذي يأتيه بها وجئت بها بالأمس لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي فيها فلا يجد من يقبلها) قال القسطلاني وهذا إنما يكون في الوقت الذي يستغني الناس فيه عن المال لاشتغالهم بأنفسهم عند الفتنة وهذا في زمن الدّجال أو يكون ذلك لفرط الأمن والعدل البالغ بحيث يستغني كل أحد بما عنده عما عند غيره وهذا يكون في زمن المهدي وعيسى أما عند خروج النار التي تسوقهم إلى المحشر فلا يلتفت أحد إلى شيء بل يقصد نجاة نفسه ومن استطاع من أهله وولده ويحتمل أن يكون يمشي بصدقته إلى آخره ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز فلا يكون من أشراط الساعة وفي تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بسند جيد قال لا والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى قعد الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء فما يبرح حتى يرجع بماله فنتذكر من نضعه فيه فلا نجده فيرجع فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس وسبب ذلك بسط عمر بن عبد العزيز العدل وإيصال الحقوق إلى أهلها حتى استغنوا (حم ق ن) عن حارثة بن وهب الخزاعي ربيب عمر ابن الخطاب
• (تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار) أي خلاصكم من نار جهنم