صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيراً لهم وفي هذا الحديث فضل المدينة على البلاد المذكورة وهو أمر مجمع عليه وفيه دليل على أن بعض البقاع أفضل من بعض ولم يختلف العلماء في أن للمدينة فضلاً على غيرها وإنما اختلفوا في الأفضلية بينها وبين مكة مالك (ق) عن سفيان بن أبي زهير بالتصغير
• (تفرغوا) أي فرغوا قلوبكم (من هموم الدنيا) وأشار بقوله (ما استطعتم) إلى أن ذلك لا يمكن بالكلية إلا لذوي النفوس القدسية فإنه من كانت الدنيا أكبر همه) أي أعظم شيء يهتم به (أفشى الله تعالى ضيعته) أي كثر عليه معاشه ليشغله عن الآخرة (وجعل فقره بين عينيه) فلا يزال منهمكاً على الجمع والمنع (ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره وجعل غناه في قلبه وما (أقبل عبد بقلب إلى الله تعالى إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد) بفتح المثناة الفوقية وكسر الفاء الإيفاد الإسراع أي تسرع (إليه بالود والرحمة وكان الله تعالى بكل خير إليه أسرع) فيفيض عليه الخير بغير حساب ولا قياس فالعبد إذا اشتغل بالله طالباً رضاه رفع عن باطنه هموم الدنيا وجعل الغني في قلبه وفتح عليه باب الرفق (طب) عن أبي الدرداء وضعفه المنذري
• (تفقدوا نعالكم عند أبواب المساجد) أي إذا أردتم دخولها لئلا تنجسوها أو تقذروها (حل) عن ابن عمر بن الخطاب
• (تفكروا في كل شيء) استدلالاً واعتباراً (ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك) أي مستول عليه (أبو الشيخ الأصبهاني (في كتاب العظمة عن ابن عباس
• (تفكروا في خلق الله أي مخلوقاته التي يعرف العباد أصلها جملة لا تفصيلاً كالسماء بكواكبها وحركاتها والأرض بما فيها من جبالها وأنهارها وحيوانها ونباتها وأشجارها فإن التفكر في ذلك يدل على عظمته ووحدانيته سبحانه وتعالى (ولا تفكروا في الله) أي في ذاته سبحانه وتعالى (فتهلكوا) بكسر اللام لأن كل شيء يخطر بالبال فهو بخلافه (أبو الشيخ عن أبي ذر) الغفاري
• (تفكروا في الخلق) أي تأملوا في المصنوعات فتعلموا أن لها صانعاً لا يعزب عنه مثقال ذرة (ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره) أي لا تعرفونه حق معرفته قال رجل لعلي يا أمير المؤمنين أين الله قال أين سؤال عن مكان وكان الله ولا مكان (أبو الشيخ عن ابن عباس)
• (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله) فإنه لا يحيط به الأفكار بل تتحير فيه العقول والأنظار (حل) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف
• (تفكروا في آلاء الله) أي نعمه التي أنعم بها عليكم (ولا تفكروا في الله) فإنه منزه عن كل ما يخطر في الأوهام من الإعراض والأجسام أبو الشيخ (طس عد هب) عن ابن عمر ابن الخطاب
• (تقبلوا) بفتح المثناة الفوقية والقاف وشدة الموحدة المفتوحة وفي رواية تكفلوا (لي بست) من الخصال أتقبل لكم الجنة القبيل الكفيل أي تكفلوا لي بهذه الستة أتكفل لكم بدخول الجنة يعني مع السابقين أو بغير عذاب إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا وعد)