جماهير العلماء من السلف إلى أنه لا ينتقض الوضوء بأكل ما مسته النار وذهبت طائفة إلى وجوب الوضوء الشرعي وضوء الصلاة بأكل ما مسته النار وهو مروي عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري والزهري وأبي قلابة وأبي مخلز واحتج هؤلاء بحديث توضئوا مما مسته النار واحتج الجمهور بالأحاديث الواردة بترك الوضوء مما مسته النار وأجابوا عن حديث الوضوء مما مست النار بجوابين أحدهما أنه منسوخ بحديث جابر رضي الله تعالى عنه قال كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مسته النار وهو حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من أهل السلف بأسانيدهم الصحيحة والجواب الثاني أن المراد بالوضوء غسل الفم والكفين ثم أن هذا الخلاف كان في الصدر الأول ثم أجمع العلماء على أنه لا يجب الوضوء مما مسته النار (حم م ن) عن أبي هريرة (حم م هـ) عن عائشة
• (توضئوا من لحوم الإبل أخذ به جماعة منهم الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى وابن المنذر فذهبوا إلى انتقاض الوضوء بأكل لحوم الإبل واحتجوا بحديث الباب وحديث البراء بن عازب قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل فأمر به قال الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديثان حديث جابر وحديث البراء قال النووي وهذا المذهب أقوى دليلاً وإن كان الجمهور على خلافه وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ولكن هذا الحديث عام وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص والخاص يقدم على العام (ولا توضئوا من لحوم الغنم وتوضئوا من ألبان الإبل) أي من شربها (ولا توضئوا من ألبان الغنم وصلوا في مراح الغنم) بضم الميم أي مأواها والأمر للإباحة (ولا تصلوا في معاطن الإبل) النهي للتنزيه وسببه ما يخاف من نفارها وتشويشها على المصلى (هـ) عن ابن عمر (فصل في المحلى بال) من هذا الحرف (التائب من الذنب) توبة صحيحة (كمن لا ذنب له) لأن ندمه وذله وانكساره طهرة منه فساوى من لم يسبق له ذنب (هـ) عن ابن مسعود الحكيم عن أبي سعيد الخدري وهو حديث حسن
• (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) بل يصير أحب إلى الله ممن لم يذنب (وإذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب) قال المناوي معناه أنه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية (القشيري في الرسالة وابن النجار) في تاريخه (عن أنس) بن مالك
• (التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه) ولهذا قيل الاستغفار باللسان توبة الكذابين (ومن آذى مسلماً كان عليه من الذنوب مثل منابت النخل) يعني في الكثرة (هب) وابن عساكر عن ابن عباس قال الذهبي إسناده مظلم والأشبه وقفه
• (التؤدة) بضم المثناة الفوقية وهمزة مفتوحة ودال مهملة مفتوحة التأني والتثبت وترك العجلة والتثبت في كل شيء فضل ونعمة من الله تعالى