والخصلة الثانية اعتقاد كون الجهاد نافذاً حكمه (منذ بعثني الله) أي أول ما بعثه الله أمره بالتبليغ والإنذار بلا قتال ثم بعد الهجرة أمره الله بالقتال إذا ابتدأ الكفار به ثم أبيح لهم القتال ابتداء في غير الأشهر الحرم ثم أمر به من غير شرط ولا زمان ووجوب القتال مستمر بعد ذلك (إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال) فينتهي حينئذ الجهاد (لا يبطله جور جائر) أي لا يسقط فرضه لظلم الإمام وفسقه (ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار) قال العلقمي أي ومن أصل الإيمان الإيمان بالقدر ومذهب أهل الحق الإيمان بالقدر قال النووي ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها وأنكرت القدرية هذا وزعمت أنه سبحانه لم يقدرها ولم يتقدم علمه بها وأنه سبحانه وتعالى إنما يعلمها بعد وقوعها وسميت هذه الفرقة قدرية لإنكارهم القدر (هـ) عن أنس
• (ثلاث من الجفاء) بالمد خلاف البر (أن يبول الرجل قائماً) فإنه خلاف الأولى إلا لضرورة (أو يمسح جبهته) من نحو حصاء وتراب إذا رفع رأسه من السجود (قبل أن يفرغ من صلاته أو ينفخ في سجوده) أي ينفخ التراب في الصلاة لموضع سجوده (البزار عن بريدة) ورجاله رجال الصحيح
• (ثلاث من فعل أهل الجاهلية) قال في النهاية هي الحالة التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين والمفاجرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك (لا يدعهن أهل الإسلام استسقاء بالكواكب) كانوا يزعمون أن المطر فعل النجم لا بسقيا من الله أما من لم يرده وقال مطرنا في وقت كذا لنحو طالع أو غارب فلا حرج عليه (وطعن في النسب) أي أنساب الناس (والنياحة على الميت) فإنه من عمل الجاهلية ولا يزال المسلمون يفعلون ذلك وذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقع (طب عن جنادة بضم الجيم ثم نون الأزدي الشامي
• (ثلاث من الكفر) أي من فعل أهل الكفر بالله (شق الجيب) أي طوق القميص (والنياحة) على الميت (والطعن في النسب) يفيد أن هذه الخصال من الكبائر (ك) عن أبي هريرة
• (ثلاث من نعيم الدنيا وإن كان لا نعيم لها) حقيقة أو يدوم أو يعتد به (مركب وطئ) أي دابة لينة السير والمرأة الصالحة لدينها للاستمتاع بها (والمنزل الواسع) لأن الضيق يضيق ويجلب الغم (ش) عن ابن قرة بضم القاف وشدة الراء (أو هو قرة) بن إياس بن هلال المزني
• (ثلاث من كنوز البر) بكسر الموحدة (إخفاء الصدقة) لأنه أبعد من الرياء لكن قال الفقهاء إذا كان المتصدق ممن يقتدى به فإظهار الصدقة في حقه أفضل (وكتمان المصيبة) عن الناس وكتمان الشكوى عنهم فلا يشكو بثه وحزنه إلا إلى الله (يقول الله تعالى إذا ابتليت عبدي) ببلية كمرض (فصبر) على ذلك (ولم يشكني إلى عوّاده) بضم المهملة وشدة الواو أي وزواره في مرضه (أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه) الذي أذابه المرض (فإن أبرأته) أي قدر له البرء من مرضه (أبرأته) منه (ولا ذنب له) بأن اغفر له جميع ذنوبه (وإن توفيته فإلى