للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سوء في ذلك الراكب والماشي وبه قال جماهير العلماء (هـ) عن ابن مسعود بإسناد معلول وفيه مجهول

(الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله) بكسر المعجمة وتخفيف الراء وآخره كاف أحد سيور النعل (والنار مثل ذلك) لان سبب دخول الجنة والنار صفة الشخص وهو العمل الصالح والسيء وهو أقرب من شراك نعله إذ هو مجاور له والعمل صفة قائمة به قال ابن بطال فيه أن الطاعة موصلة إلى الجنة وأن المعصية مقربة إلى النار وأن الطاعة والمعصية قد تكون في أيسر الأشياء فينبغي للمرء أن لا يزهد في قليل من الخير أن يأتيه ولا في قليل من الشر أن يتجنبه فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها وقال ابن الجوزي معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة والنار كذلك بموافقة الهواء وفعل المعصية (حم خ) عن ابن مسعود

(الجنة لها ثمانية أبواب) بعضها تختص بجماعة لا يدخل منه غيرهم كالريان للصائمين وباب الضحى للملازمين على صلاتها وبعضها مشترك (والنار لها سبعة أبواب) يدخلون منها أو طبقات ينزلون منها بحسب مراتبهم وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية (ابن سعد عن عتبة بن عبد)

(الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) قال النووي قال القاضي عياض يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراؤون كالكوكب الدري ويحتمل أن المراد الرفعة بالمعنى من كثرة النعيم وعظم الإحسان مما لم يخطر على قلب بشر ولا يصفه مخلوق وأن أنواع ما أنعم الله عليه به من البر والكرامة يتفاضل تفاضلاً كثيراً ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد قال القاضي والاحتمال الأول أظهر وهو كما قال انتهى كلام النووي قال العلقمي ولا مانع من جمع الاحتمالين وهو عندي أظهر لأن كل من كان أرفع منزلة كان نعيمه أكثر والله أعلم ولا يظن من هذا أن درجات الجنة محصورة بهذا العدد بل هي أكثر من ذلك ولا يعلم حصرها وعددها إلا الله تعالى ألا ترى أن في الحديث الآخر يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها فهذا يدل على أن في الجنة درجات على عدد آي القرآن (ابن مردويه عن أبي هريرة) ورواه الحاكم وقال على شرطهما

(الجنة مائة درجة) المراد التكثير لا التحديد (ولو أن العالمين) بفتح اللام ما سوى الله (اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم بسعتها وكثرة مرافقها (حم) عن أبي سعيد الخدري

(الجنة تحت أقدام الأمهات) قال المناوي يعني لزوم طاعتهن سبب لدخول الجنة وتمامه من شئن أدخلنا ومن شئن أخرجنا وهذا قاله لمن أراد الغزو معه ولو أم تمنعه فقال ألزمها ثم ذكره القضاعي (خط) في الجامع عن أنس وفيه مجهولان ورواه مسلم عن النعمان بن بشير

(الجنة تحت ظلال السيوف) أي ثواب الله والسبب الموصل إلى الجنة عند الضرب في سبيل الله وقال في النهاية هو كناية عن الدنو من الضرب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله

<<  <  ج: ص:  >  >>