للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هريرة قال الشيخ حديث حسن

(خلق الله جنة عدن) قيل اسم جنة من الجنان والصحيح أنه اسم لها كلها (وغرس أشجارها بيده) أي بصفة خاصة به وعناية تامة (فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون) أي فازوا بالنعيم الدائم (د) عن أنس قال الشيخ رحمه الله حديث حسن صحيح

(خلق الله) تعالى آدم من تراب في رواية من طين (الجابية) قرية بالشام (وعجنه بماء الجنة) وطينته خمرت في الأرض وألقيت فيها حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية ثم حملت إلى الجنة وعجنت بمائها وصورت ونفخ الروح فيها الحكيم (عد) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(خلق الله آدم على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم تتفاوت قامته ولم تتغير هيئته وقيل الضمير لله وتمسك قائله بما في بعض طرقه على صورة الرحمن والمراد الصورة الصفة والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء (وطوله ستون ذراعاً) بذراع نفسه أو الذراع المتعارف ولم ينتقل أطوار كذريته (ثم قال) له (اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة لوس فاستمع) في رواية فاسمع (ما يحيونك) بالحاء المهملة من التحية وفي رواية بكسر الجيم وسكون التحتانية بعده موحدة من الجواب (فإنها تحيتك وتحية ذريتك) من جهة الشرع وأراد بالذرية بعضهم وهم المسلمون (فذهب فقال السلام عليكم) يحتمل أني كون الله تعالى علمه كيفية ذلك تنصيصاً ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله فسلم ويحتمل أن يكون ألهمه ذلك (فقالوا السلام عليك ورحمة الله) وهذا أول مشروعية السلام (فزادوه) أي آدم (ورحمة الله) فلو زاد المبتدي ورحمة الله استحب أن يزاد وبركانه فلو زاد وبركاته فحاصل ما في الفتح انه تشرع الزيادة على وبركاته (فكل من يدخل الجنة من بني آدم على صورة آدم) أي على صفته في الحسن والجمال والطول ولا يدخلها على صورة نفسه من نحو سواد أو عاهة (طوله ستون ذراعاً) وعند أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً كان طول آدم ستين ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً (فلم يزل الخلق ينقص بعده) في الجمال والطول (حتى الآن) أي أن كل قرن تكون نشأته في الطول أقصر من الذي قبله فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك فإذا دخلوا الجنة عادوا إلى ما كان عليه آدم من الجمال وامتداد القامة (حم ق) عن أبي هريرة

(خلق الله) تعالى (مائة رحمة فوضع رحمة واحدة بين خلقه) من أنس وجن (يتراحمون بها) أي يرحم بعضهم بعضاً (وخبأ) بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة والهمزة (عنده مائة إلا واحدة) إلى يوم القيامة (م ت) عن أبي هريرة

(خلق الله التربة) أي الأرض (يوم السبت) فيه رد لزعم اليهود أنه ابتدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ يوم الجمعة واستراح يوم السبت (وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه) يعني الشر (يوم الثلاثاء وخلق النور) بالراء ولا ينافيه رواية النون أي الحوت لأن كلاهما خلقا فيه (يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>