للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذرية ونبي لأن من كلامهم أن يتركوا الشيء الذي هو أصل في الكلمة فلا يستعملوه كما رفضوا همزة الخابية وهي من خبأت (١) وكما قالوا يرى (٢) فلم يستعملوا الهمزة إلا عند ضرورة كما قال الشاعر:

لما استبدَّ بهم شيحان مبتجح ... بالبين عنك بهم يرآك شأنا (٣)


= برداءة ما ثبت وأنه من القرآن الكريم. واعلم أن القراءة قسمان يؤدى باللفظ ولا يعرف من الخط كالمد والقصر وتخفيف الهمزة والإمالة والتفخيم. وقسم يعلم من الخط واللفظ جميعًا كوعدنا وواعدنا والقراآت السبع متواترة في النوع الثاني وأما النوع الأول فقال إلا كثرون متواترة أيضًا واختار ابن الحاجب عدم التواتر فيه فعلى قول الجمهور تخفيف الهمزة من المتواتر وعلى قول ابن الحاجب غير متواتر وعلى هذا القول يجب ألا يكون قول القراء أقل من غيرهم بل هو أولى لأنهم ناقلون عمن ثبتت عصمته من الغلط وهم أعدل من النحاة فالمصير إلى قولهم أولى. ولذلك لو قيل كثر ذلك في برية ونبي لكان أولى ولهذا قال ابن الحاجب في الشافية وقولهم التزم في نبي وبرية غير صحيح ولكنه كثير.
(١) قال أبو منصور تزكت العرب الهمزة في اخبيت وخبيت وفي الخابية لأنها كثرت في كلامهم فاستثقلوا الهمزة فيها
(٢) يرى أصله يرأى كيرعى القيت حركة الهمزة التي هي عين الكلمة على الراء وحذفت والتزموا ذلك لكثرة الاستعمال حتى لا يجوز استعمال الأصل والرجوع إليه إلا للضرورة سواء أكان يرى من الرؤية أم من الرأي أو الرؤيا وقد التزم أيضًا في أرى يرى من باب أفعل وكل ما كان من تركيب رأى إذا زيد عليه حرف آخر لبناء صيغة وسكن راؤه وجب حذف همزته بعد نقل حركتها إلا مر أي ومرآه وذلك لكثرة الاستعمال راجع الرضي على الشافية ج ٣ ص ٤١ شيخ الإسلام ١٧٦ وابن جماعة والجاربردي ٢٥٤ وشرح المفصل ١٠ ص ١١٠
(٣) هذا البيت رواه في اللسان في بجح. ثم استمر بها شيحان .. بالبين عنك بما يرآك شنآنا ورواه في شيخ لما استمر بها ... بها يرآك .. ورواه =