للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو غير عالم بما نطق ولا منتقل في ذلك من رتبة إلى رتبة فكان القائل في أول البدء قام وجلس إنما هو كالغراب إذا تعب وكالفرس إذا صهل وإنما الفائدة فيما شرحه النحويون الدلالة على قدرة الله سبحانه لا أن ذلك وقع من العرب باعتماد ومثل ذلك مثل الأعضاء التي يذكر الأطباء حالها في الشرح فتدل على قدرةٍ من الله عظيمة والرجل يولد له الولد وهو جاهل بذلك كله وأما المطالبة بأن تكون الهمزة إذا كان الأمر على ما ذكره أبو عبد الله (١) بهمزة وصل فلا تلزم بوجه لأنه ليس سكون الأول من الأصول علةً لاجتلابهم ألف الوصل في كل السوا كن بل قد يزيدون ألف الوصل تارة وألف القطع أخرى والهمزة المقطوعة في الأسماء التي


= يثبت توقيفًا وما عداه يجوز أن يثبت بكل واحد من الطريقين والمعتزلة على أن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحًا.
(١) لم يتسن لنا الاطلاع على ما قاله ابن خالويه في هذا الشأن والظاهر من كلام أبي العلاء وتمثيله بارطى أن ابن خالويه يقول أصل ايا. ياء ساكنة ثم أضيف إليها ياه ثانية ليمكن النطق بها ثم زيد في أولها همزة لسكونها ثم زيد في آخرها الف لبعد الصوت فقال أبو العلاء هذا يلزمه في كل كلمة ينطق بها تكون على هذا الشكل. ويدل أيضًا على أن هذه الزيادات من وضع البشر وأبو العلا يذهب إلى أن واضع اللغة هو الله والنحاة يدلون بما يذكون من التوجيه والتعليل على قدرة الله وحكمته ولا يلزم ابن خالويه على قوله هذا أن تكون الهمزة همزة وصل لأن كثيرًا من الكلمات دخلت عليها همزة قطع في أولها وما بعدها حرف ساكن بل هي أكثر من الكلمات التي دخلت عليها همزة الوصل ومعناه أن دخول الهمزة في أول الكلمة إذا كان ما بعدها ساكنًا لا يوجب أن تكون الهمزة همزة وصل بل تكون للوصل والقطع وهو أكثر من الأول هذا خلاصة ما يقوله أبو العلاء