للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكسائي في كتابه في القرآن. (١)

وأتت صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة المودة غيرنا وجفانا

يريد أذا الذي فجعل همزة الاستفهام هاء وأحكام هياك في الاشتقاق والهمز مثل أحكام إياك لأن الهاء مبدلة من الهمزة إلا أن من قال في إيا هي افعل لزمه أن يقول إذا ابدل الهمزة وزنها هفعل لأن النحويين يمثلون حروف الزوائد على جهاتها فيقولون وزن عثمان فعلان فيزيدون الألف والنون لأنهما زائدتان في عثمان وهفعل بناء مستنكر وقد ادعى بعض الناس أن قولهم في صفة الكلب هبلع (٢) على وزن هفعل وأنه مشتق من البلع وليس يثبت مثل هذا

ولو زعم زاعم أن هياك بناء آخر وأن الهاء غير مبدلة من الهمزة لجاز أن يكون اشتقاقه من الهوى الذي هو هوى النفس ومن الهواء الذي هو


(١) هذا البيت أنشده اللحياني عن الكسائي لجميل بن معمر العذرى واللحياني أبو الحسن علي ابن حازم اللحياني كان من كبار أهل اللغة وكان أحفظ الناس للنوادر عن الكسائي والفراء والأحمر توفي سنة وجميل بن عبد الله بن معمر بن جناح العذري القضاعي صاحب بثينة الشاعر الغزل المبدع توفي نحو سنة ٨٢ والكسائي أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الكوفي أحد القراء السبعة وأئمة النحو ومؤدب الرشيد توفي سنة ١٨٩ بالري وله كتب منها معاني القرآن. ومنها القراآت النوادر ومختصر في النحو وغيرها
(٢) الهبلع على وزن درهم الأكول والهبلع الكلب السلوقي وقد قال الأخفش أن هبلع للأكول من البلع وحكم بزيادة الهاء وخالفه العلماء في ذلك لعدم وضوح الاشتقاق ولمجيء درهم فلا تكون الهاء زائدة قال الرضى. وأكثر الناس على ما قال ابن جني وهو أن الهبلع فعلل لقلة زيادة الهاء