للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هواء الجو. لأن الفعل من ذلك هوي وهوى فإن بني منه فعلى أو فعلى فإنك تقول هيا وهيا ويجوز أن تكسر الهاء لجوار الياء كما كسرتها في قولك حي بالمكان أي حي فيه (١) ويجوز أن يكون قولهم هويت وهويت مأخوذًا من الهوة فيكون أصله من واوين إلا أنهم كرهوا اجتماعهما إذ كانوا لا يقولون هو وت وثقل عليهم في التثنية أن يقولوا هو وان فقلبوه إلى الياء ولس لقائل أن يقول هياك إذا كانت للمضمر من لفظ هو وهي (٢) لأن ذينك وضعا للمرفوعات وليس تشديد من شددهما


(١) هكذا جاءت لفظة حي بكسر الحاء وأصلها حي بضم الحاء مبنية للمجهول وقد قال ابن الحاجب في الشافية وكثر الإدغام في باب حي للمثلين وقد بكشر الفاء فأجاز الكسر في حي المبنى للفاعل إذا ادغمت. وأيده الشراح على ذلك حتى قال الجاربردي ص ٢٧٩ وقد تكسر الفاء إذا ادغم فمنهم من يبقي فتحة الفاء للخفة ومنهم من يكسر للمناسبة كقولهم في جمع الوى لي بكسر اللام وضمها ثم فرق بين الفتحة في حي والضمة في لي. وتبعه المحشي على ذلك وقال الرضى في شرح الشافية ج ٣ ص ١١٦ قوله وقد تكسر الفاء يعني في حي المبنى للفاعل. والظاهر أنه غلط نقله عن المفصل وإنما أورد سيبويه في المبنى للمفعول حي وحيي كقولهم في الاسم في جمع قرن الوى قرون لي بالضم والكسر وقد ذكر ابن يعيش في شرح الفصل ج ١٠ ص ١١٧ أن حي المبنية لما لم يسم فاعله يجوز فيها الضم والكسر والكسر أكثر واستوفى الكلام في ذلك ومن هذا يتبين أن قول المفصل حي وعي بفتح الفاء وكسرها غير موافق وأن ابن الحاجب تبعه في ذلك. وأن ما قاله أبو العلاء هنا هو الصحيح الموافق للمنقول عن سيبويه وغيره. وإنما قال حي باالمكان ليصح بناء حي للمجهول لأنه لازم فيقوم الجار والمجرور مقام الفاعل
(٢) هو وهي ضميران منفصلان للغائب المرفوع وهما أصلان عند البصريين وزيدت الميم والألف والنون في المثنى والجمع وقال أبو علي ضمائر الرفع كلها أصول ولم يجعل الميم والنون والالف =