للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الياء واوًا وآيي على الأصل فبعضهم يرى أن الهمز هو الوجه وبعضهم يختار الياء لأنهم قد كثر في كلامهم مثل هذا إذ كانوا يقولون رجل عيي وحيى وهذا مكان مجي فيه وأمر معيي به وأما قلبهم إلى الواو فلا جل الياآت والهمز فروا إليه لاجتماع الحروف التي جرت عادتها بأن تعتل ولقائل أن يقول الأصل آيي بلا امتراء فالهمزة هل حدثت عن الياء أم عن الواو فيقال له كل ذلك يجوز فإن شئت قلت قلبوا الياء واوًا ثم همزوا الواو لأنها مكسورة كما قالوا في وشاح إشاح وكان هذا الزم لأن بعد الواو ياءين ألا ترى أن همزة بعدها ياء مشددة قد جاءت في كلامهم صدرًا للكلمة فقالوا إياك وإيل (١) للذي في الجبل وليس في كلامهم واو مكسورة بعدها ياء مشددة في صدر كلمة البتة وقد جاءوا بالهمزة المفتوحة وبعدها الياء المشددة في مواضع كثيرة ولم يفعلوا ذلك في الواو ألا تراهم


= لك كما قالوا شاوي فجعلوا الواو مكان الهمزة وخلاصة القول في هذا أن من قال رائي وآئي .. فحجته في ذلك أن الياء في هذه الكلمات وقعت بعد ألف وقياسها أن تهمز ولكهم صححوها شذوذا كما قدمنا فلما نسبوها ردوها إلأى ما كان يوجبه القياس ومن قال راوي وآوي ... فإنه استثقل الهمزة بين الياء والألف فجعل مكانها حرفا يقاربها في المد واللين ويفارقها في الموضع وهي الواو. ومن قال رايي فقد أثبت الياء لأن هذه الياء صحيحة تجري بوجوه الأعراب قبل النسبة كياء ظبي فلما كانت النسبة إلى ظبي من غير تغيير الياء كان رايي مثله هذا ملخص ما في السيرافي وللرضى كلام في هذا في ج ٢ ص ٥١ وظاهره أن الاقيس ترك الياء بحالها فراجعه.
(١) الإيل الذكر من الاوعال وقيل المفرد أيل كسيد والجمع إيل بكسر الهمزة وضمها