كلها مشتقة وطائفة تذهب إلى أن بعض الأسماء مشتق وبعضها ليس بمشتق فما الأفعال فيلزم أَصحاب القياس اشتقاقها كلها من أسماء الفاعلين ومن المصادر وأما الأسماء فبعضها مشتق من بعض ومن زعم أن الأسماء قبل الأفعال لزِمه ألا يجعل اسمًا مشتقًا من فعل على أن أهل هذا الشأن يسامحون بالعبارة في ذلك.
واختلف المتأخرون في اشتقاق الحروف فقال بعضهم الحروف لا تشتق وقال آخرون بل لها اشتقاق وإنما ينبغي أن يطلق هذا على ما عدده منها ثلاثة أحرف فما زاد فأما ما عدده حرفان أو هو حرف واحد لا ينفرد فلا يمكن فيه ذلك إلا أن يحكموا على الحرف بعد إخراجه من الباب فيقولون إذا سمين الرجل بمن الخافضة ثم صغرناه فلابد أن نزيد فيه حرفًا كما فعلنا
= الكلم كله أصل وليس منه شيء أشتق من غيره ومذهب البصريين أن المصدر أصل والفعل والوصف فرعان مشتقان منه قال في شرح المفصل وأعلم أن الأفعال مشتقة من المصادر كما أن أسماء الفاعلين والمفعولين مشتقة منها وقال في الارتشاف الأصل في الاشتقاق أن يكون من المصادر وأصدق ما يكون في الأفعال المزيدة والصفات منها وأسماء المصادر والزمان والمكان ويغلب في العلم ويقل في أسماء الأجناس كغراب يمكن أن يشتق من الاغتراب ... ومذهب الكوفيين أن الأفعال هي الأصل والمصادر مشتقة منها وذهب ابن طلحة إلى أن كلًا من المصدر والفعل أصل بنفسه وليس أحدهما مشتقًا من الآخر. وذهب بعض البصريين إلى أن المصدر أصل الفعل والفعل أصل الوصف وتفصيل هذا المقام في شرح المفصل ج ١ ص ١١٠ وجمع الجوامع ج ٢ ص ٢١٣ والعلم الخفاق ص ١٩ والخضري على ابن عقيل ج ١ ص ٢٨٦. فقول أبي العلاء اشتقاقها كلها من أسماء الفاعلين فيه نظر.